الصفحة الإسلامية

عاشوراء زمان (2)/ الشيخ إحسان الفضلي

2905 13:07:49 2015-10-17

الشيخ غحسان الفضلي   في أواسط الثمانيات من القرن الماضي أبان الحرب، شدد البعث كثيرا ضد المجالس الحسينية وسعى لمنعها، واطلق حملة اغتيالات للخطباء، مرة عبر حادث سيارة والكثير عبر دعوتهم لمديرية الامن وتقديم السم لهم بالعصير. ومع هذا التشدد أصبحت المجالس الحسينية التي تقام تعد بالاصابع، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مجلس آل بحر العلوم في منزل السيد غياث بحر العلوم وكان يعد من اكبر المجالس حينها، ولا زلت أتذكر الحضور المكثف لرجال الامن في الباب ينظرون ويتابعون كل حركة وسكنه ويهددون ويتوعدون أصحاب المجلس.   في تلك الايام الشديدة اصبح أولياء الأمور بين نارين:  نار انهم يريدون لابناءهم ان ينهلوا من الفيض الحسيني، ونار الخوف عليهم من الهلاك على يد ازلام السلطة الصدامية. ويتسائل في نفسه: ايمنع ولده من الذهاب للمأتم ومواساة الزهراء عليها السلام وماذا يقول للزهراء ع غدا؟ ام يمنعه من الهلاك على يد طغاة مالهم رحمة؟ ايسمح له ان يلبس السواد او لا؟ اخشى على ولدي ان يندفع فيصرخ يا حسين ويتيه في دوامة المعتقلات؟ حيرة كانت تمر بهم في كل يوم وساعة. وكان اغلبية العوائل تستمع عبر شريط مسجل لمجلس عزاء في بيتها، ومع قلت الاشرطة ومنع بيعها وتداولها واعتقال من يجدون في منزله مجموعة منها، فكان التخفي في تداول اشرطة التسجيل، وكان اكثر مجلس عزاء تداولا للخطيب السيد جابر اغائي وهو يقرأ: زينب لفت يم حسين لاجن كَابعه بالهم. ما اريد قوله: مرت علينا سنين وايام لم يكن لنا من الشعائر الحسينية غير العَبرة والدمعة نواسي بها وتتجذر في اعماقنا، ومنعنا كل شيء آخر، ولكن تلك الدمعة كانت وما زالت وستبقى ولادة حفظت وادامت العشق الحسيني وما نشهده اليوم دليل صارخ. وبعض اخوتنا من المثقفين حينما ينظّرون إلينا ان الحسين عليه السلام لا يريد الدمعة والعَبرة بل يريد كذا وكذا نقول لهم تلك الدمعة التي لا يمتلك احد ان يمنعها مهما طغى وتجبّر وتضحيات خدام الحسين عليه السلام لها الفضل الكبير في ديمومة العشق الحسيني.  اما تنظيراتكم مع الاعتزاز بها واحترام مطلقيها فانها لم تكن حاضرة معنا في الشدة ولم تلد شيئا. فهنيئا لمن يعيش هذا العصر الذهبي ورحم الله الذين فارقونا وهم يحلمون بمثل هذه الأيام وكانت حسرة في قلوبهم، وجزى الله خيرا خدام الحسين عليه السلام الذين ضحوا ويضحون وسيبقون يقدمون الاضاحي في طريق الحسين عليه السلام. اخوكم  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك