الصفحة الإسلامية

ولادة الإمام الحسين حدث جليل في تأريخ الإسلام.

1722 19:45:24 2015-05-23

من حق كل أمة من الأمم أن تحتفي وتبتهج وتعظم وتبجل قادتها وعظماءها . وأمتنا الإسلامية زاخرة برموز أفذاذ أناروا الوجود بجهادهم وتضحياتهم قل نظيرهم في أمم أخرى. ومن حقنا أن نجلهم ونتداول سيرتهم لكي تستلهم الأجيال من معينهم الهمة والعزم والتضحية والفداء ونبل القيم وسمو الفضائل. فكيف إذا كانت تلك النجوم المتلألئة والرموز الناصعة هم من شجرة النبوة الطاهرة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء؟ أولئك التقاة الأباة الغر الميامين الذي أنزل الله فيهم آية التطهير وآية المباهلة وآية المودة وغيرها من الآيات البينات في محكم كتابه العزيز؟ 

قال رسول الله ص ( مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى .) أخرجه الحاكم في المستدرك ج2ص343. وقال رسول الله ص ( أني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ماأن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .) فضائل الصحابة لأبن حنبل ج2 ص585 .ويقول الأمام علي ع: (لايقاس بآل محمد ص من هذه الأمه أحد ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا . هم أساس الدين . وعماد اليقين . إليهم يفيئ الغالي . وبهم يلحق التالي ولهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية والوراثه.) نهج البلاغه خطبه 2 الفقره 12

لقد تربى الأمام الحسين وأبنه الأمام علي بن الحسين وأخيه الأمام العباس ع في تلك المدرسة النبوية الطاهرة المطهرة فساروا على خطها المستقيم، ولاقوا مالاقوا من الويلات والمصائب نتيجة دفاعهم عن سنة رسول الله ص ضد الزيف والانحراف والتضليل الذي حاول أعداء البيت النبوي القيام به بعد آنتقاله ص إلى الرفيق الأعلى. 

إن الحسين بن علي الشهيد ع هو سبط رسول الله ص وأحد الأئمة الأطهار الذين باهل به رسول الله ص نصارى نجران وجعله حجة على أمته كونه وبحق إمام الهدى والتقى وشهيد الدين المحمدي الذي توافرت له من التربية والتكوين الروحي والفكري في مدرسة جده ص وأبيه ع وارث علم رسول الله ص وحجر فاطمة الزهراء البتول الطاهر ع بضعة رسو ل الله ص وسيدة نساء العالمين فتلقى منهم أرقى وأسمى ضروب التربية الإسلامية الحقه. فكان تقربه ع إلى الله ومحاربة أعدائه المثل الحي في جوانب شخصيته وبقي ألى آخر لحظة من حياته حربا على الطغاة والظالمين المارقين وعلى رأسهم يزيد الذي كان المثل الصارخ في الظلم والفسق والفجور والانحراف عن الدين . 

لقد وضعت فاطمة الزهراء البتول ع وليدها الطاهر في مدينة الرسول الأعظم ص فلم يكن أطيب ولا أزكى ولا أنور منه وتردد في أرجاء المدينة صدى ذلك النبأ السار فهرعت أمهات المؤمنين وسائر السيدات من نساء المسلمين إلى دار فاطمة الزهراء ع وهن يباركن لها وليدها .ولما بُشِر رسولُ الله ص بالوليد خف مسرعا إلى بيت بضعته وهو مهموم الخاطر ثقيل الخطى. وقد بدت على وجهه آثار حزن عميق ونادى بصوت خافت حزين ( هلموا إلي بأبني ) فناولته أسماء الوليد فاحتضنه وقبله ثم بكى بحرقه فذهلت أسماء وقالت فداك أبي وأمي يارسول الله لم بكاؤك ؟ فأجابها الرسول وقد ترقرقت الدموع في عينيه (من إبني هذا ) وتملكتها الحيرة ولم تدرك المعنى فقالت إنه ولد الساعة فأجابها الرسول ص بصوت متقطع النبرات قائلا تقتله الفئة الباغية من بعدي لاأنالهم الله شفاعتي .) ثم نهض وهو مثقل بالهم وأسر إلى أسماء قائلا ( لاتخبري فاطمة فأنها حديثة عهد بولادته .) وبعد أن أجرى النبي الكريم ص المراسيم الشرعية لولادته أذن ص في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى وسماه حسينا مثلما سمى أخاه ع حسنا وبعد أن مضت سبعة أيام على ولادته ع أمر النبي ص أن يعق عنه بكبش ويوزع لحمه على الفقراء كما أمر أن يعطى فخذا منه للقابلة وأن يحلق رأس وليده ويتصدق بزنته فضة على الفقراء. وكان وزنه كما في الحديث درهما ونصف وأمر أهل بيته بإجراء الختان له. 

لقد شاءت أرادة الله أن يكون ذلك الوليد المبارك الذي باركته الملائكة إمتدادا لرسالة جده رسول الله ص وأن يدافع عنها ويضحي من أجلها بروحه ودمه وفكره وبكل أهل بيته ع ليكون قدوة للثوار الأحرار الذين لن يناموا على ضيم ولم يرضخوا لطاغوت حاول أن يسرق الإسلام ويفرغه من محتواه وينصب نفسه صنما متحدثا باسمه وهو والإسلام على طرفي نقيض ذلك هو الفاجر الفاسق الوضيع يزيد بن معاوية الأموي عدو أهل بيت النبوة ع .

لقد وقف الأمام الحسين ع بكل صلابة وشموخ وإباء يكلله عنفوان الرسالة المحمدية الغراء وقال قولته الخالدة: (أن مثلي لايبايع مثلك) إنها مسؤولية رسالة جده التي حملها الحسين في روحه وقلبه وكيانه كأعظم ماتكون الأمانة ولقد أراد الأمام الحسين ع إصلاح الأمة وتخليصها من كل عوامل الضعف والفساد والانحلال الذي يمثله شخص يزيد بكل انحرافاته ومجونه وتهتكه ومروقه عن الدين 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك