الصفحة الإسلامية

تفويض مطلق – الإسلام يشجب العنف

1574 2015-01-26

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" موضوعا بشأن القيم الحضارية والثقافية للشعوب تطرقت فيه الى احداث باريس والنتائج التي قد تنتج عنها وكيفية مواجهتها.

جاء فيه:

يجري في العالم المعاصر الحديث باستمرار عن سيادة القانون والمساواة والشفافية، ولكن مع ذلك يلاحظ توسع الهوة والتناقضات بين هذه القيم. حيث تعتبر اهانة الإنسان جريمة، في حين تعتبر اهانة دين ما تحت شعار "حرية التعبير" أمرا عاديا.  

عمليا فقد تقوضت اسس تعايش الحضارات المختلفة في عصر العولمة، فبدلا من احترام هذه الحضارات والثقافات والأديان، نرى امثلة عديدة للاستهزاء بها.

لقد كشفت احداث باريس، من جديد حدة هذه المسألة في العالم المعاصر. إذاً ما هي "حرية التعبير" سيئة الصيت وما هي قيمها، إذا كانت بهذه البساطة والسهولة تتمكن من اختراق حدود القيم المقدسة للمسلم؟

طبعا لا يمكن لأي دين تبرير قتل محرري صحيفة "شارلي ايبدو" لنشرهم كاريكاتير عن النبي محمد، وخاصة الدين الإسلامي، لأن الإسلام دين السلام ويدين العنف.

ولكن لننظر الى نتائج موجة الغضب القوية والرغبة في تحقيق العدالة التي ولدتها احداث الأيام الأخيرة بين مسلمي أوروبا الذين أغلبهم من الشباب، الطبقة الأكثر تعرضا للتأثير العاطفي. وكما هو معلوم، يكون الشباب أكثر نشاطا، وقد يكونوا لم يحصلوا بعد على التعليم المطلوب، أو أنهم لا يزالون يبحثون عن السعادة في الحياة، ونتيجة لذلك فإنهم على استعداد للدفاع عن دينهم بوجه التهديدات المعاصرة. هنا نقول لقد عرف الاستفزازيون الى اين يوجهون ضربتهم.

مسلمون يؤدون الصلاة

عندما يرى المجتمع الرد على هذه الاهانة بصورة عملية ارهابية، فإنه يعتبر كل مسلم انسانا شريرا. والآن نلاحظ كيف اصبح هذا أمرا واقعا، حيث يخلط الإسلام بالوحشية والهمجية، وسوف يحاكم البعض عن جريمته ، ويبدأ قمع وملاحقة الملايين.

تتطلب هذه الظروف الصعبة الصبر والتكاتف والرغبة في معرفة الحقيقة عن سبب وقوع هذه الأحداث، وان التضامن مع المسلمين هو خير وسيلة للوقاية من مثل هذه الاستفزازات. طبعا هناك من يعتبر هذا ضعفا وآخر سيعتبره تخاذلا، ومع ذلك فهذا هو عين العقل.

إن المحافظة على الكرامة الدينية، لا يعني الرد بالمثل (الدم مقابل الدم) والاهانة مقابل الاهانة. العنف يولد العنف ويعطي العدو حرية التصرف والرد بالمثل وبقوة. ان البحث عن اجابات سطحية لن يوصل الى تسوية للمشكلة. وان اختيار الطريق السهل لن يوصلنا الى الهدف. لذلك يجب التفكير جيدا وتحليل الأمور بعمق لكي نكتشف ونفهم اللاعبين الحقيقيين في هذا العرض لتكنولوجيا السياسة، ومن المستفيد منها؟ وما هي نتائج هذه الأحداث؟ وكيف نواجه الاستفزازات اللاحقة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك