الصفحة الإسلامية

الإمام الكاظم عليه السلام وتقويم الانحراف الفكري

1576 17:44:51 2014-05-23

محمد منصور البياتي

       شهد عصر الإمام الكاظم عليه السلام تطورًا فكريًا كبيرًا، على مستوى العلوم الدينية، والعلوم الطبيعية بكافة أصنافها؛ ما أدى إلى تطور علوم غير معروفة لدى المجتمع المسلم بهذا الحجم الكبير آن ذاك كالطب، والفلك، والرياضيات، والفلسفة…، وكان الفضل الأوّل لهذه الحركة العلمة لما شغله الإمام الصادق عليه السلام من موقع قيادي وريادي للمسلمين، ما أدّى إلى ذياع صيته  واشتهاره في أرجاء المعمورة، إلا أنّ ذلك لم يرق للعابسيين، فعملوا على اثارة الشبهات والشكوك بين أوساط المجتمع المسلم، وتشجيع المتفلسفين وفتح الباب أمامهم من كلّ حدب وصوب؛ لإفساد الفطرة السليمة للإنسان المسلم، فظهرت المذاهب، وانتشر الكذابون والمتاجرون باسم الدين، إلا أن الامام الكاظم عليه السلام كان الحصن الأمين الذي يلتجيئ إليه المؤمنون، فعمل على دفع الشبهات، واخراج القذى من عين الحقيقة الناصعة، وشجع العلماء والمفكرين للقيام بهذه المهمة، فمثلا يروى عنة عليه السلام عندما دخل مسجدًا فوجد أحد علماء الأنساب وقد حفّ به طلابه، "قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال: ما هذا ؟ فقيل: علامة فقال: وما العلامة ؟ فقالوا له: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها، وأيام الجاهلية، والأشعار العربية، قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله: ذاك علم لا يضر من جهله، ولا ينفع من علمه، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: إنما العلم ثلاثة: آية محكمة، أو فريضة عادلة، أو سنة قائمة، وما خلاهن فهو فضل"( )، فالامام الكاظم عليه السلام تبعًا لجده المصطفى صلى الله عليه واله وسلم، لم يرد من كلامه هذا - والله العالم - أن يترك الناس العمل بالأنساب، بقدر مايريد من علماء الامة ومفكريها أن يشغلوا أنفسهم بما هو أهمّ من ذلك وخصوصا في زمن كثرت فيه الشبهة، والبدعة، وصار الناس كقطعان الغنم التائهة لا تجد ممن تلوذ به لتتحصن فكريا.

 فمن الفرق التي ظهرت في زمنه عليه السلام( ):

1-         الفطحية، وهم يؤمنون بأن الإمامة انتقلت من الامام الصادق عليه السلام إلى ولده عبد الله الأفطح.

2-         السمطية، فهؤلاء زعموا بانتقال الامامة بعد الامام الصادق عليه السلام إلى ولده محمد.

3-         الخطابية، وهؤلاء ظهروا في زمن الامام الصادق عليه السلام، بزعامة أبي الخطاب، ثاروا على والي الكوفة، إلا أنهم قُتلوا فلم ينجِ منهم إلا شخص واحد، وبعد ذلك قال أتباع أبي الخطاب: إن أبا الخطاب ارسله الامام الصادق عليه السلام نبيًّا للناس، وإنه لم يقتل وإنما شبه لهم كالمسيح.

4-         الناووسية، هؤلاء ادّعوا أن الامام الصادق عليه السلام هو المهدي، وإنه لم يمت.

5-         الإسماعيلية، وذهب هؤلاء إلى أنّ الامام بعد الصادق عليه السلام هو ولده إسماعيل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 1 )الكليني، محمد بن يعقوب، أصول الكافي،  دار الكتب الاسلامية، طهران، ط5، 1363ش، ج1، ص32.

2  )القرشي، باقرشريف، حياة الامام موسى بن جعفر عليه السلام، تحقيق: مهدي شريف القرشي، الناشر: مهر دلدار، ايران، ط1، 1429هـ، ج2، ص206- 208.

16/5/140523

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك