الصفحة الإسلامية

مصاب الزهراء عليها السلام والمنبر الحسيني

1572 2014-03-30

خضير العواد

لم ولن تشهد البشرية قاطبةً منذ أن خلق الله آدم عليه السلام الى قيام الساعة ثورة كالثورة الفاطمية التي غرست مشاعل الهداية في أرض المدينة وعلى سطور كتب التاريخ والسيرة ، هذه الثورة التي أظهرت وأثبتت عدم مشروعية كل من تقمص الخلافة بأدلة لا يمكن لأي إنسان دحضها أو تغافلها ، هذه الثورة التي قادتها سيدة نساء العالمين وحيدة فريدة أمام عتاة العرب لتصحح الإنحراف الكبير والخطير الذي إبتدءوه في سقيفة بني ساعدة عن الإسلام الحق قال الله سبحانه وتعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، فأخرستهم وأذهلتهم وجعلتهم في حيرة من أمرهم لما تملك من مقام قدسي عظيم الشأن كل ما يظهره هذا المقام من مواقف يرتبط مباشرة بالساحة القدسية الإلهية قال رسول الله (صلى الله عليه وأله وسلم ) ( أن ألله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضا فاطمة ) بالإضافة الى الأدلة القرأنية الواضحة الجليلة التي أثبتت بها عدم مشروعية حكمهم ، فبالرغم مما تملكه الصديقة الكبرى(ع) من مقامات عظيمة وآدلة نورانية واضحة ولكن الأمة وفي مقدمتها من تسلط على الحكم تغافل عن كل هذا بل تناساه ، فقامت الزهراء عليها السلام بتقديم كل ما تملك من أجل تصحيح الإنحراف وإرجاع الأمة الى طريق الله القويم وهو ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، فضحت بالمحسن عليه السلام الذي سقط خلال مواجهة القوم الذين يريدون الإعتداء على ساحة الولاية المقدسة بل أعطت ضلوعها رخيصة من أجل قيام الولاية ، وعندما شاهدت الأمة في سبات عميق حاولت إيقاظها بصوت بكاءها الحزين وحتى هذا البكاء أرتعدت السلطات منه خوفاً وفزعاً لما يمثل من تهديد ونذير لهم ، فنفوها الى خارج المدينة وبعيداً عن الناس ولكنها سلام الله عليها لم تترك وسيلة إلا واستعملتها من أجل إظهار ولاية أمير المؤمنين عليه السلم حتى تشييعها أرادته أن يكون سراً لا علناً وقبرها مخفيا ويصبح مكانه سراً من أسرار الكون ؟؟؟ ، لتجعل من هذه التساءلات علامات إستفهام في جبين الأمة تسحبها الى الساحة المقدسة للولاية وهو طريق الله القويم الذي أختاره الله لعباده ، فتخليد هذه الذكرى الأليمة للثورة الفاطمية والمصاب الجلل لسيدة نساء العالمين عليها السلام من أهم العوامل التي دعمت إستمرار بقاء الرسالة المحمدية السمحاء في قلوب المؤمنين ، فقيام الموالين بتعظيم الفاطميات في كل عام شيء عظيم لإظهار المظلومية الكبرى في الإسلام وتناول المنبر الحسيني لهذه المظلومية خلال أيام الفاطمية شيء مهم لتذكير الأمة بهذا الإعتداء الأثم على بيت الوحي وقتل الصديقة الكبرى عليها السلام الذي قال في حقها سيد الكائنات (فاطمة أم أبيها ) وبهذا المصاب الجلل الذي أحزن قلب الرسول (ص) وأغضب العلي القدير ، والأكثر أهمية عندما يتم ربط هذه المصيبة العظيمة بالولاية الكبرى ، لأن ذكر المصاب بدون ربطه بالولاية الكبرى يعني تفريغ الثورة الفاطمية من أهدافها وغاياتها التي قامت من أجلها سيدة النساء عليها السلام وهي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، لأن كل حركة وكلمة وموقف قامت به الصديقة الكبرى كانت من أجل الولاية وهي دين الله القويم الذي لا عوجاج فيه ، فأستغلال أيام الفاطميات في توضيح هذا الأمر المهم (الولاية) من أهم الأهداف التي واجهت السيدة فاطمة عليها السلام من أجلها السلطة ، حتى نحي الفاطميات بالطريقة الفاطمية الحقة التي أرادت أن تبطل مشروعية كل من تقمص الخلافة و توقظ الأمة من الإنحراف الكبير عن طريق الله القويم من خلال إبعاد ولي الله الأكبر الإمام علي عليه السلام عن ولايته وخلافته التي نصبه الله بها .
خضير العواد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك