الصفحة الإسلامية

عليٌ قرآنُ الفجر

1595 14:37:00 2012-08-09

 

       من أي زاوية نقرؤك يا عليُ وأنت البحر في كل الجهات؟! هل لمنقار صغير أن يحمل ماء المحيط؟! حاشى لأمثالنا أن يبلغوا قعرك ويدركوا شأوك وأنى للمحدود أن يدرك مَداك؟! سيد الوصيين أنت وباب حكمة رب العالمين لا تتعداك، لم تعرف الأمة مرتبتك وما كان لها أن تبلغ مقامك !!

 

عليٌ مُعجزة خارقة تحتاج لمفسر عظيم وهل يعي المفسرون ماذا تعني (نقطة باء البسملة)، سيغرف العالم من بحر ولن يعرفوا منك إلا صبابة، وهل إحضار (قصر بلقيس) إلا نفحة من نفحات علمك، ليس للغلو طريق هنا أوليس (علم الكتاب) عندك ولكن الكارهون لك كثر، وهل يضر الألق إغماضٌ الجفون؟! 

 

كيف لا نتساءل من تكون ونبؤنا العظيمُ أنت ؟! ومن أين لنا بصراطٍ غيرك؟!، فالبلاغة لا تمر إلا من ثغرك والبطولة لا تتعلق إلا بسيفك والتضحية لا يتمرغ في فراشها إلاك، كل السبل قادتنا إليك وكيف لهداية تُكتب وهي لا تسير نحوك؟! الشانئون رغم كل ذلك لا ينتهون وأنَّ للحقد أن ينتهي وأنت من أرغم الأنوف وحطم الكبر والأصنام التي تعبد من دون الله العظيم؟!

 

ادعى فريقٌ محبتك وألحقوا اسمك بالتكريم وأنَّ لقلبٍ صادقٍ أن يجمع بين الصديق والعدو؟! إلا أن يكون النفاقُ قائداً وهم مَقودين له، البعض جعلوا الله (ثالث ثلاثة) وأولئك جعلوك (رابع أربعة) ولم يعودوا إليك إلا بعد أن تلبدت الفتن وآذن جحيمها بالهطول، لم تكن بغيتهم لذلك حاربوك في مواطن ثلاث وجعلوا من قميص (عثمان) شماعة الثأر منك ومن حكمك الذي لا يحيف !!

 

لقد أرادوا الجور بمخالفتك فـ (نكث من نكث ومرق من مرق وقسط من قسط) وأنت سائر على محجة الرسول (صلى الله عليه وآله)، حتى فلق في المحراب رأسك وتلطخت لليلة القدر بدمائك، وأنت الشفيق على من عاداك وخاصمك حتى سقيت اللبن لقاتلك وعينك بعينه شفقة ورحمة، تعاتبه عتاب الصديق وتحذر من المثلى به وفي قلبك الصفح والتسامح، كنت للخلق الكريم سيداً فكيف للتراب أن يأكل جودك ؟!

 

لم يكن علياً سيداً بالوراثة بل كان معدن النبل وأصل الطهارة والنقاء، فكانت لك الكعبة مهداً والمحرابُ تابوتاً وأطهر البقاع قبراً، لم يكن الغري إلا طهارة زدت في نقائها، فأي فجر نقرأ فيك هل فجرُ ولادة أم نفائحُ إخلاص أم تألقُ شهادة؟!، هل غبت عن النور يوماً حتى لا تُرى؟! أم كيف للأعمى أن يُبصر طريقه بدونك؟! لا ضياء بعيداً عن ساحتك وسياجك فمتى يهتدي المبغضون؟!

 

قرآن فجرك كل صباح تحفه ملائكة النور، تعلمنا منك الضياء في أبجديات حياتك إذ كنت تقتفي أثر السماء وفي نهاية الحكاية أعلنت فخرك بالفوز الأبدي الذي غاب عن الكثير فكيف لا يفخر من كان ملائكياً مثلك؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك