الصفحة الدولية

ايطاليا تفرش السجاد الأحمر احتفاء بزيارة القذافي التاريخية


فرشت روما السجاد الأحمر الاربعاء في مطار "تشامبينو" الدولي احتفاء بضيفها المبجل الزعيم الليبي ورئيس الاتحاد الافريقي معمر القذافي الذي يؤدي زيارته الأولى الى ايطاليا، بهدف تعزيز فرص التعاون في مجالي الاقتصاد والهجرة وغيرها من الملفات بعد تسوية الخلاف بين الدولتين بشأن حقبة الاستعمار الايطالي لليبيا.ووصل القذافي الى روما مع وفد يضم أكثر من مئتي شخص من بينهم حفيد شيخ الشهداء عمر المختار، محمد عمر المختار.

وخلافا للأعراف المتبعة في ايطاليا كان في استقبال الزعيم الليبي في المطار رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني اضافة الى عدد من أبناء واحفاد المجاهدين والمنفيين الليبيين خلال حقبة الاستعمار الايطالي.واسترعت الصورة التي وضعها الزعيم الليبي على بزته العسكرية لدى وصوله إلى مطار تشامبينو، اهتمام وسائل الإعلام الايطالية.وذكرت وكالة أنباء "اكي" ان الصورة الفوتوغرافية التي وضعها القذافي على الجانب الأيمن من صدره، تظهر لقطة تمثل اعتقال عمر المختار قائد المقاومة الليبية المسلحة ضد الاستعمار الايطالي في عشرينات القرن الماضي.وكان عمر المختار محمد فرحات ابريدان الملقب بقائد ادوار السنوسية في الجبل الأخضر قد تزعم ثورة شعبية ضد الغزو الايطالي منذ العام 1912 عندما كان في الثالثة والخمسين، استمرت عشرين سنة خاض خلالها ألف معركة، وانتهت باعتقاله عام 1931 حيث أجريت له محاكمة استمرت ساعة واحدة،انتهت بإعدامه شنقا. وتأتي زيارة القذافي الأولى الى ايطاليا عقب توقيع البلدين "لاتفاقية الصداقة" التاريخية في آب/اغسطس 2008 والتي أنهت عقودا من الجفاء السياسي والتوتر بين طرابلس وروما. وقدم رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني اعتذارا علنيا ورسميا في آخر زيارة له الى الجماهيرية في مارس/آذار.ويمكن أن تمهد تلك الاتفاقية لمجالات من التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين كما ستسمح دون شك بتوسيع فرص الاستثمار أمام الشركات الايطالية في ليبيا والتي ستحظى في المستقبل بالأولية في هذا المجال.وتعهدت روما بموجب الاتفاقية بدفع تعويضات لليبيا بقيمة خمسة مليارات دولار على شكل استثمارات على السنوات ال25 المقبلة.وفي المقابل تعهدت طرابلس بالتعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية باتجاه السواحل الايطالية.وقال رفائيلو مترازو من معهد القضايا الدولية ان "الزيارة تشكل منعطفا تاريخيا بين البلدين تريد روما ان تستقر علاقاتها مع ليبيا حول قضية النفط القديمة ومسألة الهجرة السرية الجديدة".وتستورد ايطاليا 25 بالمئة من حاجاتها النفطية و33 بالمئة من حاجاتها من الغاز من ليبيا.وأصبحت ليبيا الغنية بالبترول، ثاني مساهم في مصرف "اونيكريدت"، اكبر البنوك الايطالية، مع أكثر من 4 بالمئة من رأسماله وأعربت عن رغبتها في الحصول على قسم كبير من شركة ايني النفطية العملاقة.وعقد الزعيم ورئيس الإتحاد الإفريقي جلسة مباحثات مع رئيس الجمهورية الإيطالية "جورجيو نابوليتانو" بحضور وزير الخارجية "فرانكو فراتيني" وعدد من كبار المسؤولين برئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية الإيطالية وسفير إيطاليا لدى الجماهيرية العظمى.كما حضر هذه الجلسة من الجانب الليبي مستشار مجلس الأمن الوطني، وعدد من أمناء اللجان الشعبية في ليبيا.وتم خلال هذه الجلسة تثمين علاقات الصداقة بين البلدين، ومناقشة التعاون بين الإتحادين الإفريقي والأوروبي، والقضايا الدولية ذات الإهتمام المشترك.وأكد القذافي خلال الجلسة أن زيارته الأولى هذه دليل على أن إيطاليا اليوم ليست إيطاليا الأمس، وأن هذا اليوم يعبر عن صداقة قوية بدلاً من العداء القوي بين البلدين.ويسعى القذافي بصفته رئيسا للاتحاد الافريقي الى جعل القضايا الافريقي في صدارة مباحثاته خلال الزيارة. وقد تم الإتفاق أثناء لقائه الرئيس الايطالي على إمكانية أن تكون هناك آلية مشتركة ليبية إيطالية لحل المشاكل في منطقة القرن الإفريقي المتمثلة في المشكل الحدودي بين ارتيريا وإثيوبيا والحرب الأهلية في الصومال وما يسمى بالقرصنة في خليج عدن.وأعلن القذافي انه سيقدم مشروع قرار دولي للتصدي للقرصنة قبالة السواحل الصومالية.وقال"نحن بصدد تقديم مشروع قانون للأمم المتحدة لحل معضلة القرصنة".وأضاف ان الفكرة تتضمن إقامة "منطقة حماية اقتصادية" للمياه الصومالية مقابل تخلي الصوماليين عن القرصنة.وبعد لقائه في المساء رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني ينتظر أن يلقي القذافي الخميس كلمة امام مجلس الشيوخ الايطالي فيما سيلاقي الجمعة ارباب العمل، كما سيلتقي بناء على طلبه مئات النساء اللواتي يمثلن اوساط الثقافة والاقتصاد والسياسة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك