طالب الجيش الروسي القوات الجورجية بالبقاء بعيداً فيما يزحف جنوده نحو مدينة "زوغديدي"، غربي جورجيا.وعلى الفور، وصف نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيم جيفري، الخطوة بأنها "تصعيد خطير من جانب روسيا بالتحرك نحو جورجيا إلى ما وراء إقليم أبخازيا"، وأشار أن الولايات المتحدة تنظر في التقرير.وقال جيفري، خلال حديثه لحشد من الصحفيين في بكين، إن فشل روسيا في إنهاء هذا العمل "غير المتكافئ" ضد جورجياً قد يكون له تأثير طويل الأمد على العلاقات الأمريكية - الروسية."
وأكد مسؤولون عسكريون في تبليسي الأحد انسحاب القوات الجورجية من "تسخينفالي،" عاصمة إقليم - "أوسيتيا الجنوبية" الانفصالي، إثر تدفق الآلاف من القوات الروسية نحو المنطقة.وذكرت المصادر أن القوات انسحبت إلى مواقع تمركز الجيش السابقة قبيل عملية الخميس.وأوردت تلك المصادر أن جورجيا فقدت قرابة 200 جندي بالإضافة إلى 37 مدنيا، قتلوا في الهجمات الروسية.وقال المجلس القومي الجورجي إن هدف الانسحاب إبداء حسن النية وتشجيع روسيا للقبول بوقف لإطلاق النار.وتأتي خطوة تبليسي فيما تناقلت تقارير أن الأسطول الروسي في البحر الأسود فرض حصاراً بحرياً على جورجياً.وإلى ذلك، شن الطيران الروسي غارة جوية على مطار عسكري قرب مطار تبليسي الدولي، فجر الأحد، رغم المطالب الدولية لروسيا عدم تصعيد النزاع في المنطقة.وفي الغضون، قال مصدر أمريكي رفيع إن استخدام روسيا للقاذفات الإستراتيجية والصواريخ الباليستية ضد المدنيين الجورجيين في "أوسيتيا الجنوبية" أمر "غير متكافئ للغاية" لما تزعم موسكو إنه رد على مهاجمة جورجيا لقوات حفظ السلام التابعة لها.وجاءت الغارة الروسية الأحد بعد يوم من المواجهات العنيفة شهدتها الجمهورية السابقة في الاتحاد السوفيتي، قامت خلالها المقاتلات الجوية الروسية بقصف أهداف مدنية وعسكرية هناك السبت.وأشار سفير روسي إلى مصرع ما لا يقل عن الفيّ شخص في "تسخينفالي،" عاصمة الإقليم الجورجي الانفصالي - "أوسيتيا الجنوبية."وقال الأمين العام لمجلس الأمن القومي الجورجي، ألكسندر لومايا، إن العشرات من الجنود الجورجيين قتلوا خلال المواجهات.وعلى جبهة "أوسيتيا الجنوبية" تسارعت وتيرة الأحداث منذ مساء الخميس، عقب شن جورجيا لعملية في المنطقة عقب اختراق الهدنة الأحادية المعلنة من جانبها بقصف مدفعي من قبل الانفصاليين، أدى لمصرع عشرة أشخاص، بينهم قوات حفظ سلام ومدنيون.واتهمت تبليسي حكومة موسكو بدعم الإنفصاليين، وإثر الاتهام بدأت الدبابات الروسية في التحرك صوب جورجيا مساء الخميس.وطالب الرئيس الأمريكي جورج بوش، من بكين حيث شارك في مراسم افتتاح الدورة الأولمبية الصيفية، روسيا وجورجيا بوقف العنف، كما حث موسكو على وقف القصف الجوي.وأعلن البيت الأبيض مساء السبت أن بوش تحادث هاتفياً مع نظيريه الروسي والجورجي.وتعمل الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي إلى جانب حلف شمال الأطلسي "ناتو" نحو وقف إطلاق النار، فيما عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً مغلقاً السبت لمناقشة الأزمة.وتعمل جورجيا، حليف الغرب والولايات المتحدة، على تأكيد سلطاتها على "أوسيتيا الجنوبية" و"أبخازيا"، حيث يساند الكرملين التوجه الانفصالي في كلا الإقليمين.وقال مسؤول أمريكي بارز السبت، إن استخدام روسيا للقاذفات الإستراتيجية والصواريخ الباليستية، رداً على الحادثة المزعومة بمهاجمة جورجيا قوات حفظ السلام التابعة لها، هو رد "غير متكافئ."وذكر المصدر الذي رفض كشف هويته، أن لجوء حكومة موسكو لاستخدام "جبروت قواها الجوية" مؤشر على "حدة" و"تصعيد خطير للأزمة."وتابع: "لا يمكن على الإطلاق تصور أنه رد متكافئ لاتهام جورجيا بمهاجمة قوات حفظ السلام الروسية."ورجح المسوؤل التحرك الروسي القوي إلى محاولة الكرملين زعزعة الاستقرار السياسي في جورجيا للحيلولة دون انضمامها إلى "الناتو"، الخطوة التي تعارضها روسيا إزاء مخاوف أن تؤدي مسيرة امتداد التحالف الأطلسي شرقاً، لتأكل نفوذها.ويذكر أن الحلف العسكري رفض عضوية جورجيا في أبريل/ نيسان الماضي رغم حملة الدعم القوية التي وقف وراءها الرئيس الأمريكي.
https://telegram.me/buratha