أعلن الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، بدء القوات الروسية عملية عسكرية في إقليم أوسيتيا الجنوبية" لإجبار القوات الجورجية على وقف إطلاق النار. " ونقلت وكالة "ريا- نوفوستي" الرسمية عن مدفيديف قوله: "قواتنا لحفظ السلام، إلى جانب وحدات دعم، تنفذ حالياً عملية لإجبار الجانب الجورجي على قبول السلام.. وتقوم مسؤولياتهم كذلك على حماية السكان."ونقلت وكالة "إنترفاكس" الرسمية الروسية عن "لجنة الإعلام والمعلومات" في "أوسيتيا الجنوبية" إن قرابة 1600 شخص لقوا مصرعهم منذ اندلاع المواجهات الجمعة، التي تهدد بإشعال حرب واسعة النطاق بين جورجيا وروسيا، وتصعيد التوتر بين واشنطن وموسكو.
وعلى صعيد متصل، وفي الغضون، حثت الولايات المتحدة الأمريكية الجمعة، روسيا على وقف الهجمات الجوية والصاروخية على "أوسيتيا الجنوبية" وسحب كافة قواتها القتالية من الإقليم، حيث تهدد المواجهات الجارية بانفجار الوضع في المنطقة.أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جورج بوش تحادث مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في بكين، حيث يشارك القياديان في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية، فيما دعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس روسيا إلى وقف فوري للعمليات العسكرية في جورجيا.وقالت رايس في بيان: "ندعو روسيا لوقف الغارات والهجمات الصاروخية على جورجيا واحترام وحدة أراضيها وسحب قواتها البرية المقاتلة من هناك"، نقلاً عن الأسوشيتد برس.وذكرت وزيرة الخارجية الأمريكية إنها أجرت، إلى جانب بعض كبار المسؤولين الأمريكيين، اتصالات بـ"أطراف" النزاع، دون تسمية تلك الأطراف.من جانبها أعلنت موسكو إن رايس تحادثت مع وزير الخارجية سيرغي لافيروف، الذي شدد على ضرورة إجبار جورجيا لسحب قواتها من "أوسيتيا الجنوبية."ومن المتوقع أن توفد واشنطن نائب مساعدة وزيرة الخارجية، ماثيو بريز، متخصص في شؤون المنطقة، إلى تبليسي في محاولة لنزع فتيل التوتر، وفقاً للأسوشيتد برس.وفي الغضون يستعد الرئيس الجورجي، ميخائيل ساكشفيلي، لإعلان الأحكام العسكرية في البلاد فجر السبت.وقال وزير مجلس الأمن القومي في جورجيا، أليكسندر لومايا، لـCNN، إن الانفجارات يسمع دويها في كافة المناطق المحيطة بالعاصمة، تبليسي، وأن كافة المقار الحكومية الرئيسية قد تم إخلاءها.وأضاف قائلاً: "الرئيس في مكان آمن.. ونحن مستعدون للأسوأ."وذكر لومايا أن القصف الروسي يستهدف البنى التحتية للاقتصاد، من بينها ميناء بوتي، أكبر منفذ بحري لجورجيا على البحر الأسود، إلى جانب الطرق الرئيسية التي تربط الأجزاء الجنوبية من البلاد بالشرق والمطار.وكان الرئيس الجورجي قد تحدث لـCNN الجمعة قائلاً إن 150 عربة مسلحة روسية دخلت أوسيتيا الجنوبية، وأكد أن الدفاعات الجوية الجورجية أسقطت اثنتين من المقاتلات الجوية الروسية.وأضاف الرئيس الجورجي أنه قرر سحب قوات بلاده المنتشرة بالعراق، والتي تقدّر بقرابة 2000 جندي، وتشكل ثالث أكبر الوحدات الأجنبية في ذلك البلد، بعد الولايات المتحدة وبريطانيا، واستدعائها للمشاركة في الجهود العسكرية المتزايدة في جنوب أوسيتيا.وأوضح قراره قائلاً: "إحدى كتائب الجيش الجورجي موجودة في العراق، وسنستدعيها للعودة إلى البلاد غداً."وبموازاة ذلك، قال مصدر من "البنتاغون"، رفض كشف هويته، إن السلطات الجورجية تقدمت بطلب مساعدة أمريكية لسحب قواتها من العراق.وذكر المصدر أنه رغم عدم اتخاذ واشنطن لقرار في هذا الصدد، إلا أنه من المتوقع إجازة سحب القوات الجورجية.وحركت حكومة موسكو الجمعة قواتها نحو "أوسيتيا الجنوبية" فجر الجمعة، إثر بدء جورجيا عملية في الإقليم الساعي للانفصال، بدعوى شن الانفصاليين لقصف مدفعي، في انتهاك للهدنة الأحادية المعلنة من جانبها.وأوقع الهجوم عشرة قتلى، من بينهم عناصر من قوات حفظ السلام، وفق تبليسي.واتهمت موسكو الحكومة الجورجية باستهداف قواتها في المنطقة.ونقلت تقارير إعلامية أن مواجهات الجمعة بين الجانبين خلفت قتلى بين المدنين ودفعت بالعديد للنزوح من مناطقهم.ويشار إلى أنه، ولليوم الثاني على التوالي، اخفق مجلس الأمن في الاتفاق على قرار لإنهاء القتال مع تبادل سفيري روسيا وجورجيا في الأمم المتحدة الاتهامات.واتهم المندوب الروسي، فيتالي شاركين الجورجيين بتنفيذ سياسية "الأرض المحروقة" واستهداف قوات حفظ السلام والقوافل الاغاثية، وأضاف: "هناك تقارير حول عمليات تنظيف عرقي في القرى."ورد مندوب جورجيا، إيراكلي آلاسانيا، بنفي المزاعم الروسية واصفاً التحرك الروسي الأخير بأنه "غزو عسكري شامل لجورجيا، وأردف: "العام يشهد انتهاكاً واضحاً وصريحاً لكافة الأعراف الدولية ومبادئ القانون الدولي."وتحظى أوسيتيا الجنوبية بدعم من روسيا، بينما تقول وسائل الإعلام الروسية إن القيادة الجورجية تحظى بدعم من واشنطن.
https://telegram.me/buratha