غادر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي بلاده، اليوم الأحد (24 آب 2025)، متوجهاً إلى مدينة جدة السعودية على رأس وفد دبلوماسي رفيع للمشاركة في الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، المخصص لمناقشة التطورات المأساوية في قطاع غزة وسبل التصدي لسياسات الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب إيضاح لوزارة الخارجية الإيرانية تابعته "بغداد اليوم"، فإن جدول أعمال الاجتماع يتركز على بحث الفاجعة الإنسانية في غزة، تنسيق المساعدات العاجلة، وتدارس الأبعاد القانونية والسياسية لمخطط الاحتلال الإسرائيلي الهادف إلى فرض سيطرة دائمة على القطاع.
تزامن هذا التحرك مع تصاعد التحذيرات من خطورة ما يصفه المراقبون بـ "توهم إسرائيل الكبرى"، وهو مشروع توسعي يهدد الأمن والسلم الدوليين. حيث تؤكد طهران أن تصريحات قادة الكيان الصهيوني بشأن "تنفيذ مشروع إسرائيل الكبرى" تكشف بوضوح نواياهم التوسعية لضم أراضٍ عربية وإسلامية، تمتد من فلسطين إلى دول الجوار كالأردن، لبنان، سوريا، مصر، وحتى السعودية.
وطالبت إيران بأن يشكل الاجتماع الوزاري نقطة تحول في بناء موقف إسلامي موحد يتجاوز حدود البيانات التقليدية والتنديدات الشكلية، داعية إلى خطوات عملية تشمل (تشكيل تحالف دولي ضاغط لإجبار إسرائيل على وقف العدوان وإنهاء مخططاتها التوسعية، وملاحقة القادة الإسرائيليين أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، وفرض عقوبات عسكرية واقتصادية شاملة على الكيان الإسرائيلي).
وطالب وزير الخارجية الإيراني في وقت سابق من اليوم، بإقامة ممر إنساني آمن تحت إشراف الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي لإيصال المساعدات العاجلة إلى سكان غزة.
وأكد عراقجي أن "التردد أو الركون إلى أوهام التسويات الوهمية مثل اتفاقيات أبراهام لن يجلب سوى الخسارة للأمة الإسلامية"، مشددا على أن الصمت أو التقاعس أمام جرائم الاحتلال خيانة لفلسطين وللقيم الإنسانية على حد سواء.
واعتبر عراقجي أن الاجتماع المقبل يمثل "اختباراً تاريخياً" لوحدة الدول الإسلامية وقدرتها على حماية شعوب المنطقة من أخطر تهديد وجودي تشهده منذ عقود، داعية إلى قرارات شجاعة وحاسمة تضع حداً لمجازر الاحتلال وتعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة.
https://telegram.me/buratha
