أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم السبت (19 تموز 2025)، أن الجمهورية الإسلامية لم تكن تسعى إلى اندلاع مواجهة عسكرية، لكنها كانت مستعدة بالكامل للرد على أي عدوان.
وقال عراقجي في تصريح، إن "ما تعرّضنا له لم يكن نزاعاً، بل عدواناً عسكرياً سافراً من جانب الكيان الصهيوني، بلا مبرر ولا سابق إنذار"، مشيرا الى أنه "لم يكن أمامنا خيار سوى الدفاع عن أنفسنا، دافعنا عن وطننا بشجاعة، وأجبرنا المعتدين على التراجع والقبول بوقف غير مشروط لإطلاق النار وهو ما وافقنا عليه".
وأضاف، أنه "بالرغم من إعلان قبول طهران لوقف إطلاق النار، إلا أنه اتفاق شديد الهشاشة وغير موثوق"، قائلاً: "التجربة أثبتت أن الكيان الإسرائيلي لا يلتزم بالهدن، وله سجل حافل بخرق التعهدات، لذا فإننا نظل في حالة تأهب كامل، تحسباً لأي خرق محتمل".
وأشار عراقجي الى أنه "لا نريد استمرار هذه الحرب، ولم نكن البادئين بها. لكننا، مرة أخرى، نعلن أننا مستعدون تماماً لأي تصعيد قادم، ولن نتردد في الدفاع عن سيادة أراضينا وشعبنا".
وفي سياق منفصل، تحدّث وزير الخارجية الإيراني عن مستقبل المفاوضات النووية مع الغرب، قائلاً: إن "العودة إلى الاتفاق التفاوضي ما زالت ممكنة"، لافتا الى ملف المفاوضات بأنه "نعم، العودة إلى التفاوض ممكنة، لكنّها تتطلب إرادة سياسية حقيقية من الطرف الآخر، وقبل كل شيء التخلي عن الخيار العسكري ضد إيران، والتقدم نحو حل دبلوماسي قائم على الاحترام المتبادل".
وتابع أن "الهجوم الأخير على منشآتنا أثبت أن الحل العسكري غير مجدٍ ولا يمكنه التعامل مع برنامج إيران النووي، السبيل الوحيد هو الحوار، ولكن لن نشارك في أي مفاوضات ما لم يتم التعويض عن الخسائر التي لحقت بنا جرّاء العدوان، ويجري التخلي الكامل عن السياسات العدوانية".
وكانت إيران قد تعرضت لهجوم غير مسبوق استمر 12 يوماً، وشاركت فيه إسرائيل والولايات المتحدة، واستهدف مواقع عسكرية ونووية حساسة في البلاد.
وأسفر الهجوم عن مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري والعلماء النوويين، إضافة إلى تدمير مرافق عسكرية واستراتيجية.
وتشير تقديرات إلى أن هذا التصعيد غير المسبوق قد يغيّر ملامح المواجهة الإقليمية بين طهران وتل أبيب، في وقت تتعثر فيه جهود الوساطة الدولية، وسط مطالبات متزايدة داخل إيران بالرد الحازم وتحديد قواعد اشتباك جديدة مع "العدو الصهيوني".
جاءت هذه التصريحات عقب الهجوم الإسرائيلي – الأمريكي الأخير الذي استهدف منشآت داخل الأراضي الإيرانية، وخلف عشرات القتلى والجرحى بينهم قيادات بارزة في الحرس الثوري.
https://telegram.me/buratha
