أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الأحد (11 أيار 2025)، أن بلاده لن تتراجع عن حقوقها النووية السلمية، مشددًا على أن إيران لا تسعى لامتلاك السلاح النووي، لكنها في المقابل لن تساوم على برامجها النووية المشروعة.
وقال بزشكيان خلال اجتماع للحكومة الإيرانية: "نحن نتفاوض لإثبات أننا أهل سلم ولسنا دعاة حرب"، مضيفًا: "إيران لم تسعَ يومًا إلى امتلاك سلاح نووي، ولن تسعى إليه مستقبلًا، لكنها لن تتنازل تحت أي ظرف عن حقوقها النووية السلمية".
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن الأنشطة النووية في بلاده "ذات طابع سلمي وتستند إلى فتوى صريحة من سماحة القائد الأعلى"، واصفًا تلك الأنشطة بأنها "ثمرة دماء الشهداء وجهود العلماء"، ومؤكدًا أنها "ليست موضوعًا قابلًا للمساومة".
وتأتي تصريحات بزشكيان في وقت تتواصل فيه المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن حول الملف النووي، وسط مؤشرات على انفتاح دبلوماسي نسبي ورغبة متبادلة في تخفيف حدة التوترات.
وفي تأكيد على أهمية التكنولوجيا النووية، أوضح بزشكيان أن هذه التكنولوجيا ضرورية لتقدّم إيران في مجالات متنوعة تشمل "الرعاية الصحية، الزراعة، الصناعة، والبيئة"، مضيفًا أن بلاده "لن تتراجع عن هذه الحقوق في وجه أي ضغط".
وختم بالقول: "سندافع بكل عزم عن مصالحنا الوطنية وإنجازاتنا العلمية".
وأكدت مصادر أميركية وإيرانية إحراز تقدم مهم في الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، التي انعقدت في العاصمة العمانية مسقط، وسط إشارات إلى تفاهم أعمق بين الطرفين ورغبة متبادلة في التوصل إلى تسوية تحفظ الكرامة والمصالح.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول في الإدارة الأميركية أن "هناك اتفاقًا على المضي قدمًا في المحادثات مع إيران لبحث الجوانب الفنية"، بينما صرّح مصدر آخر لوكالة رويترز بأن "المحادثات استمرت أكثر من ثلاث ساعات، ونحن متفائلون بشأن النتيجة".
من جهته، صرح وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أن جولة المحادثات "تضمنت مناقشة أفكار مفيدة ومبتكرة تعكس رغبة مشتركة في التوصل لاتفاق مشرف".
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن "المحادثات كانت جدية بدرجة أكبر مقارنة بالجولات السابقة"، مؤكدًا أن الجانبين "لديهما الآن فهم أفضل لبعضهما البعض".
وشدد عراقجي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني على أن "برنامج تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض"، مضيفًا أن "مبدأ التخصيب لا يمكن المساس به بأي شكل من الأشكال، وقد قبلت الولايات المتحدة هذا الأمر".
وأشار إلى إمكانية "البحث بشأن نسبة التخصيب ومستوياته"، معتبرًا أن "الهدف من هذه المفاوضات هو رفع العقوبات، وهو أمر متفق عليه بين الطرفين".
كما أشار الوزير الإيراني إلى أن الجولة القادمة من المحادثات "قد تُعقد خلال الأسبوع المقبل"، داعيًا واشنطن إلى تجنب "التصريحات المتناقضة التي لا تساعد في مسار التفاوض".
https://telegram.me/buratha
