الصفحة الدولية

طهران لن تدفع فاتورة مفاوضات مرتين وفصل الخطاب مع الأسياد،


د. إسماعيل النجار ||

 

تحاول المملكة العربية السعودية إلباس مفاوضاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية عباءَة مستقلة عن مفاوضات فيينا مع دُوَل الخمس +1،

وتهدف من وراء ذلك دفع طهران لتقديم تنازلات أمامها في مقابل إعادة العلاقات طبيعية بين البلدين!

هذا في العقل السعودي الصحراوي الجاف، الذي نَسيَ أو إنه يحاول أن يتناسى بأن إعادة الأمور إلى طبيعتها بين الدولتين هي مصلحة سعودية أكثر منها إيرانية حتى وإن كانت في بعض زواياها مصلحة مشتركة يستفاد منها الجارَين وجوارهما في تبريد الأجواء المتشنجَة في المنطقة،

الغريب في الأمر أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يُصَدِْق نفسه أنه الحاكم بأمر الله وأن بلاده مستقله وقرارهُ سيادي وأنه يستطيع إتخاذ القرار الذي يشاء!

بينما الحقيقة إنه لا يتجرَّأ إدخال خيط في إبرَة إذ لم تسمح له الولايات المتحدة الأميركية بذلك،

الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعرف ذلك تمام المعرِفَة، وتُقَدِّر حجم الرياض السياسي أميركياً ولا تدفع أكثر مما تستحق من ثمن،

المفاوضات مع أسيادهم الأميركيين والقرار يعود للإدارة الأميركية، وما الرياض وحكومتها إلَّا ضابطة عدليه تنفذ قرارات الحاكم بأمر الله الحقيقي،

إيران دولَة إقليمية عُظمَىَ، وصاحبة قرار سيادي مستقل وهيَ غير تابعة لأحد، ويُحسَب لها الف حساب على الساحتين الدولية والإقليمية،

وإذا كانَ هناك من ثمن على أحد أن يدفعه؟ فإن السعودية هي التي ستدفع وليست إيران،

حتى لو وضعنا الأمور بميزان الثقل في المنطقة فإن الرياض مهزومة في كل مكان، من اليمن الى سوريا ولبنان، بينما فريق طهران المقاوم هو صاحب الكلمة الفصل والذي تحسب له أمريكا وإسرائيل كل الحسابات.

 

بيروت في

            28/4/2022

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك