الصفحة الدولية

موسكو تتراجع عن اعتراضاتها على الدرع الاميركية المضادة للصواريخ


لم تتفق موسكو وواشنطن بشان الدرع الاميركية المضادة للصواريخ. لكن الخبراء يعتبرون ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطا اخيرا خطوة كبيرة نحو نظيره الاميركي جورج بوش عندما تجاوز اعتراضاته ليقترح العمل معا في هذا المشروع الدفاعي.ولم تشهد سوتشي مراسم احتفال ولا التوقيع على اتفاق استراتيجي. لكن اللهجة التصالحية للرئيس الروسي تعني الكثير حول تغيير مقاربة موسكو: لقد خففت روسيا لهجتها المعارضة المتشددة ازاء مشروع نشر الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا الوسطى.

وهذا تغيير يتوقع ان يكون اثره عميقا على العلاقات الروسية الاميركية وعلى الامن الاوروبي ايضا. وظهر المؤشر الاول للتراجع الاحد عندما أطل الرئيسان بوتين وبوش على الصحافيين غداة مادبة عشاء سادتها اجواء ودية.واعلن الرئيس الروسي "حصلت خطوات ايجابية. استمعت الولايات المتحدة اخيرا الى مخاوف روسيا" مبديا "تفاؤله الحذر" بشان احتمال التوصل الى اتفاق.لكن سيد الكرملين رحب للمرة الاولى بالموقف الاميركي معتبرا ان الجهود التي ستبذلها واشنطن لطمأنته بشان طبيعة مشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ "مهمة ومفيدة". واضاف بوتين "وبرزت بالتالي فرصة للعمل معا ونحن على استعداد لذلك".وفي "اعلان اطار استراتيجي" هو بمثابة استعراض لحالة العلاقات بين الدولتين ولكنه يحدد ايضا خارطة طريق لخليفي بوش وبوتين ذهب البلدان ايضا الى ابعد من ذلك مع فكرة وضع نظام دفاعي مضاد للصواريخ حيث يكون الاوروبيون والاميركيون والروس "شركاء متساويين".ومن خلال ابداء اهتمامها بنظام دفاعي شامل اقرت روسيا للمرة الاولى بانه كان هناك فعلا خطر "محتمل" من تهديدات مصدرها الجنوب ايران والحالة هذه وانها تريد ان تشارك في الرد.وقال المحلل في مركز كارنيجي في موسكو الكسي مالاتشنكو "لقد كرروا كلماتهم المنمقة على مسامعنا واشار الرئيسان الى ضرورة التوصل الى اتفاق" بشان الدفاع المضاد للصواريخ. واضاف مالاتشنكو "لقد فهمت روسيا انها وقعت في فخ العملية وانه لا بد من المشاركة فيها".وراى المحلل العسكري المستقل بافل فلغنهاور ان فلاديمير بوتين قدم "تنازلا مهما". واضاف فلغنهاور "قال بوتين انه لم يكن يعارض نظاما شاملا مضادا للصواريخ".وتسعى واشنطن الى نشر عشرة صواريخ اعتراضية في بولندا ورادار متطور في جمهوية تشيكيا لمواجهة ضربات محتملة من دول تعتبرها "مارقة" مثل ايران في حين ان موسكو تعتبر ان هذه الدرع تستهدفها مباشرة.وكان الكرملين عرض على البيت الابيض استخدام رادر روسي في اذربيجان المجاورة لايران. لكن روسيا لم تذهب سوى الاحد الى هذا الحد من خلال القبول بالفكرة الاساسية لنظام دفاعي موسع يشمل كل اوروبا كما ذكر المحللون.وراى المحلل لدى مؤسسة "هيريتيج" افغيني فولك ان متابعة مضمون المفاوضات بين الروس والاميركيين حرفيا "يجعل الرغبات تبدو وكأنها وقائع". وقال "ان الخلافات جوهرية ولم تتم تسويتها" مذكرا بالتحديات "التقنية" التي سيمثلها مثل هذا التعاون. وكما اعلن فلاديمير بوتين الاحد فان "الشيطان يكمن في التفاصيل".

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك