الصفحة الدولية

معلمة ناجية من حادثة البحر الميت تروي التفاصيل


روت إحدى المعلمات الناجيات من حادثة البحر الميت المُفجعة والتي راح ضحيتها 21 شخصا، تفاصيل ما حدث معهم في منطقة زرقاء في البحر الميت.

وقالت معلمة التربية الرياضية في مدرسة فكتوريا مجد الشراري في تصريحات لقناة "المملكة" إن "مجموعة من الطالبات في المدرسة عبرن لها عن رغبتهن بذهابها معهن إلى الرحلة يوم الأربعاء دون أن اعلم أية تفاصيل عنها"، مشيرة الى ان "الإدارة أبلغتها باختيارها للذهاب للرحلة مع الطالبات مساء الأربعاء وأنها لم تكن تملك وقتا للخوض في التفاصيل".

وتابعت المعلمة الشراري أنه "صباح يوم الخميس تفاجأت أن الرحلة عبارة عن مغامرة وليس رحلة عادية، وأن شركة خاصة هي من نظمت الرحلة بالتعاون والتنسيق مع إدارة المدرسة، حيث انطلقت الحافلة في تمام الساعة التاسعة صباحا، ووصلوا إلى منطقة زرقاء ماعين في تمام الساعة العاشرة".

وأكدت المعلمة أنها "تفاجأت مع المعلمات ببرنامج الرحلة وصعوبته رغم وجود 3 أدلاء سياحيين معهم، حيث تبين أن الرحلة عبارة عن مغامرة في وادي بين جبلين، كان ينبغي على الطلاب السير فيه عكس مجرى المياه.

وأضافت المعلمة أن الطلاب ساروا على الأقدام تقريبا 4 ساعات تخلل ذلك استراحات قصيرة، بعدها يبدأ الطقس بالتغير تدريجيا، وبعد تساقط المطر قال أحد الأدلاء السياحيين وهو يظهر عليه ملامح الخوف أنه يجب التوقف عن المسير والعودة، الأمر الذي انعكس على المعلمات والطلبة ونقل الخوف لهم جميعا.

وتابعت المعلمة الشراري أن الجميع بدأوا بالعودة والسير مع مجرى النهر، وتم تقسيمهم إلى 3 مجموعات مع كل مجموعة دليل سياحي، وكان متواجد معها 13 طالبا وابنتها البالغة من العمر 8 سنوات وهي أصغر أفراد الرحلة.

وأضافت أن "المجوعات أكملت المسير وبدأت بالابتعاد عن بعضها البعض وتاهت إحداها عن البقية"، مبينة أن "الدليل السياحي حينها طلب من المجموعة التوقف حتى يتمكن من الوصول إلى المجموعة المتأخرة ويتفقدها".

واشارت الشراري إلى أنه "بعد توقفهم زاد تساقط الأمطار وتحول السيل إلى مجرى طيني وارتفع منسوب المياه وسرعتها تدريجيا، حيث طلبت من الطلبة الابتعاد عن المجرى والتوجه نحو ضفاف السيل".

وعن اللحظة المفجعة، قالت شراري أنه "خلال ثوان زادت سرعة السيل بشكل كبير وأن مجموعة من الطلبة كانوا يسيرون وسط مجرى المياه الذي سحبهم بسرعة كبيرة".

وتابعت "صعدت أنا والمجموعة التي كانت برفقتي إلى مكان مرتفع وشاهق، حيث أن الارتفاع كان يتجاوز ارتفاع بناية سكنية كبيرة، وذلك للابتعاد لمجرى المياه الجارفة، إلا أننا توقفنا في منطقة يصعب الصعود فيها إلى أعلى من ذلك".

وأكدت المعلمة أنها "بقيت أكثر من 3 ساعات مع الطلبة، بعد أن ثبت ارتفاع المياه، وبدأ الخوف والإرهاق يظهر على ملامح الطلاب الذين كانوا شجعان في التعامل بموقف مثل هذا، ولم يكن بوسعنا سوى الدعاء وتهدأت الأطفال وانتظار رحمة ربنا".

وعن سبب عدم اتصالهم مع الدفاع المدني منذ البداية لتقدم المساعدة قالت الشراري "اعطونا تعليمات أنه عند النزول للمغامرة أن لا يكون معنا أي هاتف ولا حقيبة، لأن طبيعة المغامرة تمنع أن يكون معناه الهواتف، وهو أمر حقيقي في كل الأحوال".

وتابعت أنه "عندما توقف منسوب المياه عن الارتفاع ارتاحوا نسبيا، وبقوا حتى الساعة السابعة ينتظروا قدوم أحدهم، وبالفعل وصل إلى مكانهم شخص بلباس مدني حاول مساعدتهم بحمل عصا كبيرة وخلع ملابسه لكن من دون جدوى، ولم تفلح محاولاته بالمساعدة ثم غادر".

وأضافت "تأخر الوقت وحل الليل ولم نعرف كيف نتصرف، حتى جاء الفرج مع قدوم رجال الدفاع المدني وساعدونا جميعا بعد أن تسلقوا وصعدوا مكان تواجدنا ومعهم معدات الانقاذ وفق ما رصدت خبرني من تصريحات الشراري".

وأكدت أن "رجال الدفاع المدني حملوا الطلاب على أكتافهم، وتم نقلنا إلى مكان أمن"، مشيرا إلى أن "الطلاب والذين انتقلوا إلى رحمه الله لم يكن سبب ذلك عدم معرفتهم للسباحة، وانما انجرافهم بالسيل لانهم كانوا يسروا وسطه".

وعن سؤالها عن درايتها عن حالة الطقس، قالت الشراري لقناة المملكة أنها "تتابع باستمرار حالة الطقس بحكم طبيعة عملها، لكنها تبلغت بوقت متأخر عن الرحلة وأبلغت المدرسة وكان الجواب توكلي على الله".

وقالت "أنا ومعلمة ثانية تحدثنا بموضوع الطقس، وأبلغت الدليل مرة ثانية بالباص، لأني لم أكن أعرف الترتيب الرحلة، والطلاب لم يحضروا ملابس احتياطية ولم يكن يعرفوا ظروف الرحلة، وقال لها الدليل نعم نحن أخذنا احتياطاتنا للجو".

وختمت تصريحاتها: الرحلة غير مناسبة للأعمار التي معنا، المنطقة خطرة لا للكبار ولا للصغار، رغم أن الدليل مدرب بشكل ممتاز إلا أنه غرق وتوفى"، لافتة الى انها "غلطة المدرسة وغلطة الشركة المنظمة للرحلة التي قبلت على أخذ أطفال وفئات عمرية صغيرة إلى هذا المكان".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك