الصفحة الدولية

اليمن: الفشل يلاحق مساعي أبوظبي لإعادة إنتاج نظام صالح


أصيب مؤيدو نجل الرئيس اليمني المقتول علي عبدالله صالح، ومن ورائهم أبوظبي، بخيبة أمل كبيرة عقب مصادقة مجلس الأمن الدولي، على تمديد العقوبات الدولية المفروضة على اليمن بموجب القرار الأممي 2216، بمن فيهم الرئيس الراحل "صالح" ونجله العميد أحمد علي المقيم في الإمارات.

وكانت الإمارات دعمت حملة إعلامية ضخمة لمؤيدي نجل الرئيس اليمني، خلال الأسبوعين الأخيرين للمطالبة برفع العقوبات المفروضة عليه، في إطار خطتها لإعادته لواجهة المشهد اليمني بديلاً عن والده، وبما يضمن سيطرتها على شمال اليمن بعد أن حققت سيطرتها جنوباً.

وكانت الإمارات ومؤيدو نجل صالح، يعولون على ما ورد في تقرير فريق الخبراء الأممي المعني باليمن في لجنة العقوبات، والذي أشار إلى أنه لا يوجد ما يشير إلى أن أموال الرئيس السابق صالح وعائلته يمكن استخدامها في زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن. هذه الجزئية بنى عليها مؤيدو نجل الرئيس السابق، آمالاً واسعة لرفع العقوبات عنه إلى جانب أملهم في أن تتدخل الإمارات من أجل رفع العقوبات، خاصة بعد البدء بتجميع قوات الحرس الجمهوري في معسكر بير أحمد شمال غربي عدن، بإشراف إماراتي، والأنباء التي تم تداولها عن إيكال قيادة جبهة الساحل الغربي لـ"طارق" نجل شقيق صالح.

ويعني عدم رفع العقوبات عن نجل صالح، أنه سيظل تحت الإقامة الجبرية ولن يشارك في أي عمليات حربية إلى جانب قوات التحالف السعودي، نظراً لاستمرار العقوبات عليه، والتي تمنعه من السفر.

نجل صالح، أصدر بياناً رسمياً للمرة الأولى منذ مقتل والده، عقب جلسة مجلس الأمن، حيث اعتبر أن العقوبات المفروضة عليه "ظالمة"، وغير مبررة، وقال إنها فرضت استجابة لرغبات الكيد السياسي. وتجنب في بيانه ذكر الحوثيين نهائياً، في مؤشر اعتبره مراقبون يمنيون، خيبة أمل منه عقب إقرار استمراره في قائمة العقوبات، وإفشال روسي لخطة الإمارات التي أعدتها من أجل ذلك.

وبتبني روسيا لقرار تمديد العقوبات على اليمن الذي صادق عليه مجلس الأمن، وعدم تضمين رفع العقوبات عن أحمد صالح في القرار الروسي، يبدو مؤشراً على وجود توجه باتجاه الحل السياسي في اليمن، والذي لن يأتي بين عشية وضحاها.

تحركات المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، مارتن غريفيث، والتي تقول مصادر صحفية إنها ستبدأ بداية مارس، ستكشف عن حقيقة التوجه في اليمن خلال المرحلة القادمة.

ويرى مراقبون أن بقاء محمد عبد السلام الناطق الرسمي باسم الحوثيين، ورئيس وفدهم التفاوضي، في العاصمة العُمانية، مسقط، مؤشر على أن هناك جهوداً تجري بهدف إطلاق جولة تفاوض قادمة، غير أن نجاح إطلاق هذه الجولة لا يعين أن طريق السلام في اليمن بات معبداً، كون السلام يحتاج إجراءات وخطوات عملية، خاصة من قبل الفاعلين الإقليميين والدوليين في الملف اليمني، في ظل انعدام الثقة بين الأطراف المحلية.

مؤشرات كانت تدعم رفع العقوبات عن نجل صالح، منها مقتل والده، والذي أثر على تواجد المؤتمر الشعبي في تحالف صنعاء، وارتماء كثير من قيادات المؤتمر التي كانت مؤيدة لـ"صالح" في صف التحالف، وبالتحديد في صف الإمارات، وتجهيز الإمارات معسكراً لتجميع قوات الحرس الجمهوري في محافظة عدن، غير أن عدم الأخذ بها من قبل الدول الخمس دائمة العضوية، وبالأخص روسيا التي كانت الأقرب إلى "صالح" تعد مؤشراً على أن هناك ترتيباً آخر يسعى إليه الفاعلون الدوليون في الملف اليمني، ولا يستبعد أن يكون دفع أطراف الصراع باتجاه التفاوض لإيجاد مخرج سياسي للأزمة والحرب، التي ستدخل عامها الرابع بعد قرابة شهر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك