الصفحة الدولية

مسؤول امريكي يحذر ترمب من التأييد "الأعمى" لولي العهد السعودي طمعا في المال


حذر مسؤول أميركي سابق، الرئيس دونالد ترمب، من تأييده لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إثر حملة الاعتقالات الأخيرة في السعودية، مبينا أن نتائج هذا الدعم ستضر الطرفين.

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، فيليب غوردون قوله في مقال، إنه بينما تدخل الموجة غير المسبوقة من الاعتقالات لشخصيات رفيعة المستوى، ومصادرة الأصول، وتهديدات الحرب في السعودية أسبوعها الثاني، لم يعرب الرئيس، دونالد ترمب، حتى الآن عن شيءٍ بخلاف إشادته ودعمه الكامل لولي العهد بن سلمان.

وأضاف غوردون أنه "بالنظر إلى المخاطر التي تنطوي عليها تلك موجة الاعتقالات، المتعلقة باستقرار أكبر منتج للنفط في العالم وخطر اندلاع حربٍ إقليمية، لايسع المرء إلا أن يأمل بأن يكون الرئيس ترمب على حق"، مبينا أنه  نظراً لأهمية سياسة الولايات المتحدة تجاه السعودية، يجب على المرء أن يأمل بأن ترمب على علمٍ بما يفعله بالضبط.

وأوضح انه "في حال لم تتمكن الولايات المتحدة من المساعدة في توجيه طاقات وطموحات ولي العهد السعودي الشاب على نحو إيجابي، فإن تلك الثورة يمكن أن تفشل مُتسببة في تكلفة هائلة للمنطقة والعالم".

وتطرق المسؤول الأميركي السابق، إلى الاتفاق الذي طرحه ترمب على القيادة السعودية والتي تتضمن شراء المزيد من الأسلحة الأميركية، والإعلان عن الاستثمارات في الولايات المتحدة، والتعهّد بمكافحة التطرف الإسلامي، وفي المقابل، سيقدم البيت الأبيض دعماً غير مشروط للرياض في مواجهتها ضد طهران، وفي حرب اليمن وحصار قطر وأي ممارسات داخلية تراها السلطات مناسبة.

وأشار غوردون إلى ان ترمب، يأمل حاليا في الحصول على مكافآت إضافية في شكل اتفاق مع الرياض، لإدراج الطرح العام الأولي لشركة آرامكو السعودية، وهي شركة النفط الوطنية، في بورصة نيويورك، عندما يجري الطرح في العام المقبل، 2018، بحسب المسؤول الأميركي.

ولفت أنه على نحو أوسع، فأنّ صفقة كبرى بين البلدين تعتبر أمراً منطقياً، لأن الولايات المتحدة لديها مصلحة كبيرة في نجاح المملكة، فمع بلوغ أسعار النفط حوالي 60 دولاراً للبرميل، يقترب العجز السنوي في الميزانية من 100 مليار دولار أميركي، ويتزايد أيضاً عدد الشباب المعرضين للتطرف في حال عدم خلق فرص عمل.

ويدرك ولي العهد السعودي أن بقاء هذه الأوضاع دون تغيير ليس خياراً متاحاً، كما أنَّ خططه لتنويع مصادر الاقتصاد ليست مجرد تفضيل لسياسة ما، بل هو شرطٌ جوهري حتى تتمكَّن البلاد من البقاء والاستمرار.

وبحسب رأي فيليب غوردون فأن المشكلة هي أن الخصائص التي تجعل من ولي العهد بن سلمان "أملا إصلاحيا كبيرا" تحمل في طياتها احتمالا لنتائج عكسية أيضا، لانه من خلال تقديم واشنطن -التي لا تزال الحليف الأهم الذي لا غنى عنه للرياض- دعماً كاملاً للسعودية، سيُشجِّع ترمب السعوديين على الذهاب إلى ما لا يطيقون داخلياً وخارجياً.

وأفاد أنه "في الوقت الذي تُلوِح فيه الرياض الآن بالحاجة المحتملة لعمل عسكري ضد إيران ولبنان، ينبغي على الرئيس دونالد ترمب، أن يفكر ملياً قبل أن يُبدي دعم الولايات المتحدة الكامل للسعودية، في حال رأت المملكة أن الحرب هي الحل"، وتابع ان السيطرة المحتملة لبن سلمان، على السلطة يجري خلالها استعداء أركان النظام الرئيسية، وخلق أعداء كُثر بين الأمراء الآخرين، وإثارة قلق المستثمرين قد يقوض آفاق الإصلاحات ذاتها، التي كانت تلك الإجراءات الأخيرة ترمي لإنجازها.

وإذا كان ترمب "صديقا حقيقيا" للمملكة، وينظر نظرة بعيدة المدى للمصالح الأميركية، فأنَّه سيستخدم علاقته الخاصة بالقيادة الجديدة لتوضيح تلك النقاط سراً، ولكن بحزم، أما عدم قيامه بذلك ونشره ببساطة لتغريداتٍ تدعم المملكة، على أمل الحصول على فوائد مالية على المدى القريب فهو أمر لا يخدم مصالح السعودية، أو الولايات المتحدة.

وكان الرئيس الأميركي دوناد ترمب، عبر في تغريدات على صفحته بموقع "تويتر"، الأسبوع الماضي، عن "ثقته الكبيرة" في الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وسارع إلى تطمين العالم بالقول "أنَّهما يعيان تماماً ما يفعلانه".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك