إنها قضية حياة أو موت بالنسبة إلى المعارضين في مصر وجدوا أنفسهم مهاجمين من قبل رئيس عدائي، ومهددين بمشروع دستور لا يعتقدون أنه يحمي حقوق الإنسان الأساسية، ومعرضين لخطر التهميش من الحياة السياسية إذا فشلوا في التنافس على صناديق الاقتراع.هكذا اختصر المحرر في مجلة «فورين بوليسي» ديفيد كينير المشهد السياسي في مصر، في إطار تقديمه للمقابلة التي أجراها مع رئيس «حزب الدستور» محمد البرادعي، الذي اعتبر أن حكم «الإخوان المسلمين» لا يختلف عن حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، منتقداً الولايات المتحدة لأنها التزمت الصمت في مواجهة النزعات الاستبدادية المتنامية في مصر تحت حكم «الإخوان».وقال البرادعي، إن «الإخوان» يستخدمون «لغة مبارك ذاتها»، سواء في استحضار عنوان «الاستقرار»، أو في استخدام أسلوب البلطجة. وأضاف «لعلكم رأيتم كيف أن ميليشيات الإخوان تقتل المتظاهرين... إنهم يعتمدون أساليب النظام السابق مع فارق بسيط وهو أن لديهم لحى».ورأى البرادعي أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية إدانة هذه الانتهاكات حتى تتجنب التورط في التواطؤ مع النظام المصري الاستبدادي. وأضاف أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قابلت تزوير الدستور بـ«رد فعل صامت»، مشيراً إلى أنها بذلك «أعادت الولايات المتحدة إلى حقبة مبارك عندما كانت تمنحه الحق في انتهاك حقوق الإنسان ما دام يحافظ على مصالحها في المنطقة».ورفض البرادعي الاعتراف بنتائج الاستفتاء، لأن العملية «شهدت تزويرا ضخما»، مشدداً على أن «لا» كانت ستغلب لو أُجريت انتخابات حرة ونزيهة.وأضاف البرادعي أن وثيقة الدستور المستفتى عليها تربك وتشوش القانون والأخلاق، مؤكدا أن نتيجة التصويت خلال الجولة الأولى من الاستفتاء عليها، تحتوي على تزييف هائل.وقال البرادعي إن مرسي انتخب ديموقراطيا، ولكن ذلك لا يعطيه الحق في تحويل نفسه الى ديكتاتور، مشيرا إلى أن حصول المعارضة على أكثر من 40 في المئة في الجولة الأولى من الاستفتاء على الدستور، يرجع إلى خطوات الرئيس محمد مرسي الخاطئة وبخاصة الإعلان الدستوري الذي أعطاه سلطات كاسحة.ورأى البرادعي ان أخطر ما تضمنته وثيقة الدستور هو الفشل في إيجاد أرضية مشتركة بين الجماعات المختلفة في مصر، ما سيتسبب في حالة من عدم الاستقرار في البلاد.وحول إمكان توحيد صفوف المعارضة ضد «الإخوان» وحلفائهم، قال البرادعي إن الأمر يمثل تحديا كبيرا، ويتطلب حسن الإدارة والتنظيم من أجل الوصول إلى القواعد الشعبية.وشدد على أن المعارضة الوطنية في مصر تستطيع الحصول على الغالبية في انتخابات مجلس الشعب المقبلة، مردداً العبارة التي كانت شعارا للرئيس باراك أوباما في حملته الانتخابية «نعم نستطيع ... نعم نستطيع».
https://telegram.me/buratha
