الصفحة الاقتصادية

الاقتصاد العراقي مكبل بالدولار الأمريكي..و الـبريكس قد يكون المنفذ 


الاقتصاد العراقي مكبل بالدولار الأمريكي..و الـبريكس قد يكون المنفذ 

علي الشمري ||

 

بدأت هيمنة الدولار الأمريكي على التجارة العالمية بعد الحرب العالمية الثانية ١٩٤٤م، حيث تم توقيع اتفاقية Bretton Woods  التي أنشأت صندوق النقد الدولي والتي جعلت الدولار الأمريكي العملة الاحتياطية الرئيسية والعملة الأساسية لتسوية المعاملات الدولية .

هذا الأمر أعطى امتياز استعماري جديد للأمريكي، يستطيع من خلاله فرض عقوبات على البلدان التي تخالف سياستها و ذلك بحجب الدولار عنها.

من طبيعة البشر و بالتالي البلدان، ايجاد منافذ لكسر القيود التي تكبل حريتها و هذا ماحصل فعلاً، في ٢٠٠٩ اجتمعت خمس دول تمثل أكثر من ٢٣ ٪ من الاقتصاد العالمي للخروج من هيمنة الدولار بإيجاد بديل في التعاملات التجارية بينها و هذا الدول هي (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب افريقيا) تحت عنوان مجموعة البريكس BRICS.

نجحت مجموعة BRICS بالتملص من العقوبات الامريكية الاقتصادية كذلك في كسر القطب الواحد الذي يسيطر على العالم و إيجاد نظام متعدد الأقطاب ، بل و إن نجاحها إنعكس على كثير من دول العالم  حيث ان أكثر من ٢٣ دولة طلبت الانضمام للـBRICS بشكل رسمي من بينها السعودية و ايران و الامارات و مصر !  نعم السعودية و الامارات و مصر، البلدان التي تمثل أذرع أمريكا في منطقة غرب آسيا تريد الخروج من هيمنة الدولار!.. و فعلاً أنضمت هذه الدول رسمياً قبل سويعات. 

الملفت هنا، إن العراق لم يبدي أي تحرك بإتجاه الخروج من هيمنة الدولار و لم يبادر حتى بإرسال وفد للإطلاع على قمة الـBRICS و التي إنعقدت الثلاثاء الماضي بتاريخ ٢٢ آب ٢٠٢٣ في جنوب أفريقيا، كما فعلت فنزويلا و الكويت بإرسال وزير الاقتصاد كضيف على هذه القمة! 

و هذا الأمر هو نتيجة طبيعية لسياسة السوداني، و التي تحاول تجنب الصدام مع أمريكا و التوجه نحو الخدمات من تبليط و بناء الجسور و توسيع الشوارع و إرضاء الخصوم و إثقال كاهل الدولة بالتعيينات! 

قد نتفهم موقف الحكومة العراقية من التوجه نحو الخدمات و تجنب إغضاب أمريكا، و لكن الاقتصاد العراقي يمثل أولوية قصوى في مجال الخدمات و الأمن و العسكر و الطاقة، و ينبغي التفكير بعقلية و مصلحة الدولة لا مصلحة الحكومة التي تتغير كُل أربع سنوات و تقوم بترحيل أزمتها للحكومة المقبلة، عملية بناء الدولة تنطلق من تضمين الإقتصاد كأولوية قصوى، و لا يمكن للإقتصاد العراقي النهوض إلا بالخروج من هيمنة الدولار الأمريكي و الذي سيفسح المجال بعد ذلك لحقن القطاع الخاص بالحياة من معامل و مصانع و غيرها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك