الصفحة الاقتصادية

تكتل إقتصادي عربي ،دعوة إلى الشعوب والحكام ..

1459 2023-05-23

كندي الزهيري ||

 

لا شك بأن العراق طوال مسيرته ، يطرح رؤى وخطط عمل،  من أجل تغير وجه البؤس والشقاء والذل،   الذي يعاني منه العرب منذ فترات طويلة ، العرب الذين وقعُ ضحية المطامع الاستعمارية الغربية ، فعطلت حالهم وغاب مستقبلهم ، فلا يشعر العربي باْنتمائه ولا يفتخر فيه ، ولا يجمعه مع عروبته سوى اللغة فقط، كل ذلك كان ولا يزال،   بسبب ركون حكام العرب إلى المستعمرين ، هذا الخضوع جعل من الشعوب العربية شعوب مهمشة ، لا دور لها في رسم سياسة على وجه الأرض،  غارقة في التاريخ والماضي فقط،   تحت كلمة (كنا ) وليس( نكون و سنكون )  ... اليوم نلاحظ شبه صحوة ربما تكون حقيقية نحوَ الذهاب إلى عمل موحد ، عمل يجمع العرب فيه شتاتهم ، تلك الأمة النائمة التي يخشاها الغرب ، اليوم تحاول أن تخرج من براثن  الهيمنة الغربية ، وهذا مؤشر على العد العكسي لزوال الغرب،  وتأثيره على سكان منطقة الشرق الإسلامي الكبير ، رغم ذلك هذا الصحوة غير مكتملة أركانها ولا زالت مشوهة صورتها  !، لكونها لم تتكلم بالمنظور الإسلامي العام ،بسبب منطوق الفكري محصور في دائرة القومية ، وهذا بحد ذاته مؤشر غير مشجع .

رغم ذلك منذ 2003م العراق يطرح خطط عمل تشمل المجالات السياسية والإقتصادية والأمنية وغيرها ، إيمان منه بأن توحيد العرب هو الحل الأمثل الى إنهاء الوصاية الغربية عليهم ، يا حبذا لو سعى العرب إلى الإنصات الى ذلك الرأي الذي يوحدهم ، لما وصل الحال إلى كل هذا الخراب من البحر إلى النهر .

إن دعوة العراق في قمة جدة كانت بمثابة تذكيراً للعرب،  بأن حان الوقت مع سقوط المعسكر الغربي ونهوض المعسكر الشرقي ، لا بد أن يكون هناك  عمل شجاع  وصلب وحقيقي ،  يجمع فيه قوة الأمة ويحقق آمال وتطلعات الشعوب العربية والإسلامية .

طرح رئيس مجلس الوزراء العراقي من منبر جدة دعوة إلى تكتل إقتصادية عربي ، ليخرج العرب من مصيدة الدولار أولاً، ويجعلهم صانعِ للقرارات الدولية ثانياً ، وأصحاب دور كبير في رسم سياسيات والمعادلات الدولية ثالثاً .

هذه الدعوة لاقت ترحيباً من المختصين، فالاقتصاديون عدوها خطوة مهمة، خاصة أنها تأتي في ظرف جديد يعيشه العراق  يساعده على قيادة الفكرة وتطبيقها، أنَّ هذه الدعوة  يمكن أن يستفيد منه العراق خاصة أنَّ استثمارات الدول العربية وأموالها بدل أن تذهب إلى بلدان أجنبية يمكن استثمارها في العراق وفي المنطقة .

قال داغر، انَّ “هذا الأمر ممكن التحقيق، إذما عرف العرب مصالحهم فإنهم يستطيعون تنفيد دعوة السوداني، لأنَّ مصلحة العرب في وحدتهم، ولأنَّ القاعدة هي "لا عداوات دائمة ولا صداقات دائمة وإنما مصالح دائمة"،

لا يمكن أن ينهض الوطن العربي بلا وحدة إقتصادية،  تدعم فيها الدول العربية بعضها البعض ، أن التنوع الإقتصادي في الوطن العربي يمكنه من التكامل الإقتصادي ، و يحقق النهضة للشعوب العربية ،أرض تحتوي على  النفط  و زراعة و الصناعة و مياه وهكذا. ونعتقد بأن العراق مما يوجد فيها من إمكانيات تؤهله إلى لعب هذا الدور،   خصوصا الإهتمام الزائد والمتصاعد من قبل القوى الصاعدة إتجاه الدول العربية  ...

إن طرح السوداني كان موفق وعميق ، لكن هل الحكام سيكونون  جادين بذلك،  أم مجرد أفكار ورؤى توضع  على الرف! ، وتضاف إلى خيبات الأمة العربية ؟... 

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك