الصفحة الاقتصادية

الإستثمار، التنمية المستدامة، العراق

1977 2022-12-14

ضياء المحسن ||

 

باحث في الشأن المالي والإقتصادي

 

يُعد الإستثمار مفصل مهم في تنشيط الإقتصادات، خاصة تلك الاقتصاد التي تمتلك كثير من مقومات نجاحها من مواد أولية الى أيدي عاملة قادرة على العمل في مختلف الظروف، لكنه في المقابل تفتقد الى التكنولوجيا التي بإمكانها تطويع هذه الإمكانيات لخدمة الاقتصاد، ناهيك عن الأموال اللازمة لتنشيط الاقتصاد، بالإضافة الى إفتقادها للقدرة على الدخول في الأسواق العالمية للتسويق لمنتجاتها المحلية.

هنا يأتي دور الإستثمارات الأجنبية والشركات العابرة للقارات التي لديها كافة الإمكانيات، فتقوم بالإستثمار في هذا البلد أو ذاك لإنتاج سلع وخدمات تستطيع من خلالها النهوض باقتصاد ذلك البلد، وتدريب العاملين على التكنولوجيا المستخدمة في هذه المصانع.

قد يؤاخذ على الإستثمارات الأجنبية تدخلها في القرار السياسي للبلد، بسبب معرفتها بمدى حاجة هذه الدول لتواجد الشركات في بلدانها، ومع ذلك فبالإمكان التخلص من هذا المطب الذي قد يمس بسيادة البلد وأمنه، من خلال الاتفاق مع شركات يكون هاجسها الوحيد هو الربح والتواجد في هكذا أسواق، وهذا النموذج من الشركات موجود، يبقى المهم هو المفاوض الذي يطرح المشاريع الإستثمارية ومدى إطلاعه على تحركات هذه الشركات وهي مسألة نسبية.

يتحدث الكثير عن التنمية المستدامة، حتى أن كثير من الدول قامت بفتح أقسام لهذا النوع من التنمية في كليات الإدارة والإقتصاد لتدريسه والتخصص فيه، كونه يتخصص في كيفية إستدامة الموارد التي لها مساس بحياة المواطن، خاصة مع ارتفاع أعداد السكان مقارنة بتلك الموارد، الأمر الذي يحتاج لمتخصصين لإدامة هذه الموارد بما يجعلها كافية لتغطية إحتياجات الأفراد مهما بلغت أعدادهم، بالإضافة الى ذلك فإن التنمية المستدامة تعمل على توعية الأفراد الى ضرورة التعامل مع هذه الموارد بتأني وعدم الإسراف والتهاون أثناء استخدامها.

في العراق فإن موضوع الإستثمار يكاد يكون نكتة يستسيغ المتلقي أن يضحك منها، بقدر ما ينتابه الحزن والألم عليه، فمع وجود قانون للإستثمار والتعديل الذي جرى عليه، لكن واقعاً لا نكاد نرى إستثماراً حقيقياً في هذا البلد، إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار وجود هذا الكم الهائل من الثروات الطبيعية في باطن الأرض وفوقها، هذا من جانب، من جانبٍ آخر معلوم أن الإستثمار يكون بجلب المستثمر الأموال والخبرات والتكنولوجيا يضخها في البلد الذي يروم الإستثمار فيه؛ إلا في العراق حيث تقوم المصارف العراقية (الحكومية والخاصة) بمنح المستثمر قروض كبيرة قد تتجاوز تكلفة المشروع الإستثماري (وفي الغالب تكون عبارة عن مولات ومجمعات سكنية لا يستطيع المواطن البسيط أن يشتري وحدة سكنية فيها) لأن أسعارها مرتفعة بشكل غير مقبول.

التنمية المستدامة في العراق أيضا ليست في مِعرض أن تكون واردة في تفكير المسؤولين في هيئة الإستثمار، فمع القدر الهائل في هذه الثروات لا زالت هيئة الإستثمار تتباطئ في إحالة مناطق كثيرة في المحافظات لإستثمار الثروات الموجودة فيها، الزجاج، المرمر، الكلس، الفوسفات، الغاز الطبيعي، وهذه كلها لو تم إستثمارها بالشكل الصحيح، لكانت الإيرادات النفطية التي يعتمد عليها الاقتصاد العراقي بنسبة 95% تمثل إيراداً ثانويا لما تدره من أموال طائلة، بالإضافة الى أنها تسحب الجزء الأكبر من العمالة التي لا تجد عملا لها.

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك