الصفحة الاقتصادية

ارتفاع أسعار النفط، العراق الى اين؟!

2322 2022-05-31

ضياء المحسن *||

 

مع التطورات الأخيرة في الموقف الأوربي من قضية فرض حظر على استيراد النفط الروسي بسبب تدخله في اوكرانيا فإن اسعار النفط قد تشهد ارتفاعا كبيرا يقترب من ١٥٠ $/ برميل، خاصة مع إصرار روسيا على بيع كافة صادراتها الى الدول (المعادية) بالعملة الروسية الروبل، وهو ما قد يدفع بدول الاتحاد الأوروبي الى البحث عن بدائل لبقاء الحياة الاقتصادية تسير بصورة طبيعية.

العراق واحد من البدائل المطروحة لهذه البلدان، لكن المشكلة ليست في الصادرات ولا في قدرة العراق على زيادة طاقته الإنتاجية والتصديرية في نفس الوقت من النفط، بل ان المشكلة التي يعاني منها الاقتصاد العراقي هي عدم قدرته على توظيف هذه العائدات بصورة صحيحة لتنشيط بقية الاقتصادات الحقيقية خاصة مع الوفرة المالية المتحققة والتي ستتحقق في الفترة القادمة مع العرض بأن إحتمالات إستمرار الأزمة الروسية الأوكرانية قائمة حتى نهاية عام ٢٠٢٣.

السبب في عدم قدرة الحكومة العراقية على توظيف هذه العوائد يكمن في ضعف المخطط الإداري من معرفة أولويات تنشيط هذه القطاعات، بمعنى في اي القطاعات الاقتصادية يبدأ للنهوض بالتالي في الإقتصاد العراقي ككل، من ثم يضيع عليه الوقت والجهد والمال وهو يفكر بتحديد هذه الأولويات، مع أن الموضوع بسيط جدا؛ حيث أن على المخطط الإداري البدء اولا بالقطاع الزراعي لأنه إبتداءاً يمثل سلة الغذاء للمواطن وطالما قمت بتأمين الغذاء له فأنت كمن قام بتأمين خط الدفاع الأهم بالنسبة للعائلة، ثم ان القطاع الزراعي يستوعب أعداد كبيرة من الأيدي العاملة وهو بذلك يساهم في سحب جزء كبير من البطالة التي يعاني منها الإقتصاد العراقي، ناهيك عن أن الزراعة تعمل على إيقاف التصحر والزحف على المناطق الزراعية.

من خلال ما تقدم وبالنظر الى ان تنشيط القطاع الزراعي سوف يساهم في زيادة الانتاج من المحاصيل الزراعية سيكون هناك فائض تحتاج الى ان يقوم المخطط الإداري بتنشيط القطاع الصناعي الذي له ارتباط بهذه الوفرة بالإضافة الى تنشيط قطاع الصناعات التحويلية، وبذلك نكون قد استفدنا كثيرا من هذه الوفرة من خلال القضاء على البطالة وتأمين الغذاء ودعم البطاقة التموينية ناهيك عن عدم تسرب العملة الاجنبية الى الخارج والتي في الغالب تكون لإستيرادات عشوائية لا تقدم شيء للاقتصاد بقدر ما هو تهريب للعملة.

 

*باحث في الشأن المالي والاقتصادي

 

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك