الصفحة الاقتصادية

الصناعة المحلية وتأثير الاستيراد عليها


 

مهند حسين ||

 

جميع بلدان العالم تهتم بالاقتصاد لأنه يُمثل  عصب الحياة ، إلا في العراق فالوضع هنا نجده مختلفاً بعض الشيء، فالمعايير  الطبيعية التي نجدها في بلدانٍ أخرى قد لانجدها أصلاً في العراق، وعلى ما يبدو فإن سوء الإدارة السياسية هي السبب الحقيقي في جميع الإخفاقات ،  فمنذ سقوط الطاغية في عام 2003  والعراق يعيش في منظومة الفوضى الخلاقة التي ابتدعتها أميركا، وقد كانت الامنيات كبيرة بعد الخروج من حكم سطوة العفالقة  بأن  ينطلق العراق  كبلد أقتصادي عملاق ، لكن الطبقة السياسية الحاكمة فشلت في تحقيق تلك الامنيات!

السوق العراقي معتمد كلياً على السلع المستوردة ، ولم يعد الانتاج المحلي قادر على منافسة المستورد ، وقد قدر خبراء الاقتصاد خسائر العراق الى عام 2010 ب 180 مليار دولار نتيجة اعتماده على الاستيرادات الخارجية, وهذا الرقم الخاص بالخسائر يصل الان الى 360 مليار دولار في عملية تدمير غريبة يمارسها الكبار للاقتصاد العراقي.

أن الاستيراد في السنوات الاولى لم يكن حتى خاضع للضرائب مما جعل المنافسة معدومة بين المستورد والانتاج المحلي .

سلبيات الانفتاح على الاستيراد الطبقة الحاكمة لا تلتفت ولا تهتم بتقوية الاقتصاد العراقي, لذلك سياستهم الاقتصادية الفاشلة ادت الى رفع معدلات البطالة ، وتدمير البيئة الزراعية والصناعية ، مع تأثيرات مرعبة على الجانب الصحي والاجتماعي ، فغياب الضوابط في الاستيراد جعل من السوق العراقية عبارة عن مكب للسلع غير الصالحة في باقي الاسواق .

سلع مضرة بالصحة ومضرة اجتماعيا, سلع لا تناسب العائلة العراقية تتعلق بالإدمان والصحة النفسية ، حيث أن باقي البلدان ترفض هكذا سلع وتضع ضوابط كي تحمي مجتمعاتها .

لكن الطبقة الحاكمة في العراق لا تهتم ، لذلك فالسوق العراقية لا تمانع في استيراد أي شيء حتى لو كان سماً ، اما لو كان الحديث مخصص فاستيراد الادوية عليه الف علامة استفهام ، واستيراد السيارات قضية ملغومة, واستيراد السكائر خاضعة لقوى كبرى ، واستيراد البيض خط احمر .

واستيراد المواد الانشائية خط احمر ، وحتى استيراد الخمر تجارة ناشطة خلف مظلة سياسية ، كل مجالات الاستيراد دخلها غول الفساد ، واصبح من العسير على السلطة التنفيذية إصلاح الأمر  ، ان افترضنا أنها تسعى للإصلاح  ، لان الكيانات السياسية الكبرى تحولت الى غول اكبر من قوى الدولة .

أن التنمية في العراق متعثرة لأسباب عديدة، منها أسباب تتعلق بالحكومات ، وأسباب أمنية، ونظرة بسيطة الى معدلات النمو الاقتصادي في العراق ستصيبك بالخيبة لأنها متواضعة جدا ، نتيجة الوفرة المالية التي تدفع باتجاه الاستيرادات الاستهلاكية.، وهنا يجب طرح السؤال الذي على الجميع أن يعي مدى أهمية  الإجابةٍ عليه ( متى نصل الى مرحلة الحد من ظاهرة  الأستيراد )

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك