الصفحة الاقتصادية

الدولار عملة سائبة ..!


 

عامر جاسم العيداني ||

 

يعتبر العراق من الدول التي لا تسيطر على العملة الصعبة وخصوصا الدولار ، حيث ان ايرادات العراق ٩٠%  تأتي عن بيع النفط مقابل قيمته بالدولار ، فيقوم البنك المركزي بتغطية احتياجات السوق منه من خلال ببيعه بمزاد العملة يوميا ليتسابق التجار والمصارف من ذوي النفوذ على شرائه لغرض تغطية اثمان استيرادهم للسلع والخدمات بدون المرور أغلب الاحيان على البنك المركزي وكما هو معروف من خلال فتح الاعتمادات المستندية وإنما عن طريق التحويل من مكاتب الصيرفة التي ملأت المحافظات الرئيسية وعلى رأسها العاصمة بغداد ، وإضافة إلى المصارف الاهلية التي تقوم بعملية المتاجرة بالعملة الصعبة وممارسة تجارة غسيل الأموال على نطاق واسع .

ان عدم سيطرة الدولة على تداول العملة الصعبة أدى اغراق الاسواق بالسلع الرديئة التي لا تخضع للسيطرة النوعية وذلك بعدم المطالبة بشهادة المنشأ وعدم وجود ملحقيات تجارية في السفارات العراقية .. وأهم من ذلك عدم اخضاع التجارة بإجازة الاستيراد بشكل كامل وكذلك فرض فتح الاعتمادات المستندية لدى البنك المركزي او البنوك المرخصة التي تبلغ أهميتها في الحفاظ على الدولار.

ان العودة الى النظام المعمول به قبل 2003 في اجراءات عملية الاستيراد وصرف العملة يعتبر الافضل للمحافظة عليها والحد من عمليات تهريب وغسيل الاموال للدولار ، اي فرض اجازة الاستيراد على جميع المستوردين بكافة فئاتهم ما عدا السلع الشخصية ، وان يقوم المستورد بفتح اعتماد مستندي لدى البنك المركزي او المصارف المرخصة ، مقابلها يقوم التاجر بدفع العملة العراقية الى المصرف مقابل قيمة الدولار لقيمة السلعة المستوردة لحساب الجهة المصدرة ليصبح موردا نقديا لتسديد الرواتب وقيمة السلع والخدمات الحكومية وبالتالي نكون قد سيطرنا على تداول الدولار بدل بيع العملة في سوق المزاد .

ومن جهة اخرى يقوم البنك المركزي فتح منافذ لبيع الدولار للاشخاص الذين يرومون السفر خارج العراق بعد ابراز الجواز وتذاكر السفر وبكمية تناسب حاجة المسافر وتقدر على اساس القدرة الشرائية الدولة التي يتوجه اليها ، وحبذا لو تكون هذه المنافذ في المطارات ونقاط الحدود البرية .

وبالتالي نكون قد حصلنا على العملة المحلية بدون مزاد العملة وحافظنا عليها من التهريب وغسيل الاموال ، وهذا يتطلب ايضا تقليص مكاتب الصيرفة المنتشرة في طول البلاد وعرضها التي غالبا ما تكون اعمالها هو تهريب العملة الصعبة وخصوصا الدولار .

وختاما نشدد على ضرورة فتح ملحقيات تجارية في البلدان التي غالبا ما يتعامل معها التاجر العراقي للحصول على شهادة المنشأ للسلع المستوردة من اجل ضمان جودتها ومنع الغش التجاري ومنع محاولات التهريب التي نقرأ اخبارها يوميا من على نشرات ومواقع الهيئة العامة للكمارك وهيئة المنافذ الحدودية ، وكذلك تفعيل عمل جهاز التقييس والسيطرة النوعية في المنافذ الحدودية من اجل ضمان جودة السلع الداخلة للبلد ، ونحمي جيوب المواطنين من استهلاك السلع الرديئة التي ملأت اسواقنا ، وحافظنا على العملة الصعبة من الدولار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك