الصفحة الاقتصادية

الدينار ينهار وهم يتفرجون

1678 2020-12-16

  حاقظ آل بشارة||   ارتفاع سعر الدولار وتذبذبه ينبئ بمسار تصاعدي قد يستمر اشهر عديدة تنتهي بانهيار الدينار العراقي ، ومعروف ان انهيار الدينار ليس ظاهرة نقدية فقط بل يخفي وراءه مقاصد سياسية ، ويجب ان يتذكر الجميع انهيار العملة لدى عدد من دول المنطقة وما يعنيه ذلك ، فقبل اشهر بدأ انهيار الليرة التركية ، وقبلها انهارت ومازالت الليرة اللبنانية ، وانهار التومان الايراني ، هذه الانهيارات لم تأت مصادفة بل بفعل فاعل ولهدف محدد ، فضمن سياسة القوى الدولية هناك فصل الانهاك الاقتصادي للدولة المستهدفة ويبدأ هذا الانهاك بنشر الفساد المالي في مؤسسات الدولة وحمايته ، وفوضى الانفاق الحكومي ، واضعاف دور المصارف الوطنية والاهلية والتلاعب بالعملة المحلية ، وكل المؤشرات تدل على ان عملية تحطيم الدينار العراقي بدأت باتفاق يتم فيه شراء الدولار من قبل مصارف اهلية فاسدة وعدم طرحه في السوق ، مما يؤدي الى تدني عرضه السوقي وارتفاع سعره ، فتبيعه المصارف المحتكرة بقيمة اعلى ، وهناك معلومات بأن تلك المصارف تملكها احزاب متنفذة وشخصيات ذات ارتباطات خارجية ، وقد حققت ارباحا هائلة في ايام معدودة ، وهذا يعني ان فاسدي السلطة لم يكتفوا بما سرقوه ويسعون اليوم الى تدمير اقتصاد البلد وعملته الوطنية ، هذه اللعبة تؤدي الى الاطاحة بقيمة الدينار وارتفاع اسعار السلع والخدمات لانها بالاصل مقومة بالدولار ، هذه طريقة لتجويع الشعب واسقاط عملته ، والغريب ان هذه الالاعيب تأتي في وقت مازالت اسعار النفط متدهورة ، ويعاني الناس من تأخر صرف الرواتب ، وغياب البطاقة التموينية التي هي اساس الدعم الغذائي للاسرة العراقية مع ان اموالها مصروفة لوزارة التجارة . هذه التحولات الخطيرة تجعل كل مسؤول حر شريف يشعر بالاسف والحزن ، وتلقي على عاتقه مسؤولية الاعتراض والرفض واستخدام كل ما لديه من وسائل لوقف هذه العملية المبيتة ، وكشف من يقفون وراءها لانها تمثل اعلان حرب على العراق الذي يواجه قطع الارزاق الذي هو اسوأ من قطع الاعناق .  ندعو كتلة بدر النيابية الى تبني هذا الملف الخطير ، وجمع تواقيع لبحث قضية مزاد العملة في مجلس النواب من قبل اللجان المختصة واستضافة خبراء لبيان حقيقة ما يجري ، ثم استجواب رئيس الوزراء والوزراء المعنيين وتقديم اصحاب هذه اللعبة الى القضاء ، ان الشعب يبحث عمن يقف الى جانبه ويتولى حمايته من اللصوص والجوع والذل ، ومن يقف من الاحزاب متفرجا على سيناريو التجويع الراهن سيدرج في قائمة المشاركين في هذه اللعبة الخطيرة سواء كان ضالعا او صامتا. 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك