الصفحة الاقتصادية

دون اقتراض $1؛

1630 2020-06-28

 

✍🏽د.رعدهادي جبارة☆||

 

بدء مشروعٍ نفطي ايراني كبير يتطلب امكاناتٍ ماليةً ضخمةً

    مبادرة ايران لمد انبوبٍ ناقلٍ للنفط الى بحر عمان ؛يعتبر خطوةً ذكيةً ومشروعاً استراتيجياً بعيد المدى، لتقليل الاعتماد على مضيق هرمز في تصدير النفط.

   المشروع سيبدأ العمل به في مارس المقبل 2021، ويعتبر هذا المشروع ضامناً للامن الاقتصادي وأمن الطاقة، حيث يقع ميناء جاسك على المياه الايرانية والدولية الحرة في بحر العرب والمحيط الهندي، ،مما يمنح لايران المرونة اللازمة لتصدير نفطها ، واستقبال الناقلات العملاقة في حال اضطرارها يوما ما لغلق مضيق هرمز، لأي سبب كان في المستقبل.

    والنقطة المهمة في المشروع انه "ايرانيٌّ بالكامل"؛ اذ ستقوم بانجازه عدة شركات ايرانية كبرى اعتمادا على التمويل الداخلي و الطاقات الذاتية.

   المشروع سيبدأ من منطقة[ غوره] في بوشهر الى ميناء [جاسك]، و يمكّن ايران من تصدير مليون برميل ،عبر انبوب قطره 42 بوصة، وطوله 1000 كيلومتر، ويتضمن اقامة 5 محطات للضخ و 11 محول كهربائي، و 20 خزاناً ، بطاقة تخزينية تبلغ 10 ملايين برميل، ورصيف نفطي كبير.

   ويأتي وضع الحجر الاساس على يد الرئيس الايراني الدكتور حسن روحاني، في ظل ظروف اقتصادية معقدة وضائقة مالية عالمية، تمثلت في اجتياح العالم من قبل فيروس كوفيد 19 الذي خلّف لحد الآن  10 ملايين مصاب ، ونصف مليون ضحية، واطاح باقتصادات كبرى، واوقف مشاريع استثمارية ومصانع مهمة عن العمل، في القارات الخمس، وفي ظل العقوبات الاقتصادية الامريكية القصوى على ايران وحلفائها .

    ومن نافلة القول إن انخفاض اسعار النفط في السوق العالمية، و تداعيات covid-19 وخسائره سبّبا شللاً لعدة دول،و جعلا دولاً نفطيةً مهمةً في الشرق الاوسط ؛ تعجز حتى عن دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين، مما أجبرها على أن تلجأ الى الاكتتاب  الداخلي والإقتراض الخارجي،  لتوفير السيولة النقدية لميزانياتها الانقباضية التقشفية، بينما تبادر ايران إلى إطلاق مشروعٍ استثماري وشيكٍ ، يتطلب إنجازه امكاناتٍ ماليةً ضخمةً ، دون أن تقترض من الخارج دولاراً واحداً، وهذا هو الملفت للنظر .

  طبعا المشروع المذكور  جاء في وقته ، بل و متاخراً بعض الشيء ، حيث أضر بإيران اعتمادها _ سابقاً _ على مضيق هرمز وجزيرة خارك ( خرج) في تصدير النفط إبّان الحرب المفروضة عليها من نظام صدام ، والذي كانت طائراته العسكريه تستهدف مضخات الشحن ، و أرصفة التصدير ، وانابيب النفط ،ومنشآت جزيرة خارك ؛ بالطائرات والصواريخ ، فضلا عن استهداف ناقلات النفط العملاقة، بعد تحميلها ، بصواريخ ستارك و طائرات سوبر ايتندارد الفرنسية،  مما كبّد اقتصاد ايران - انذاك - خسائر فادحة.

   وهنا تكمن أهمية إيجاد منفذٍ بديلٍ لتصدير النفط ، خارج مضيق هرمز ، كي يكون الرئة البديلة لتنفّس الاقتصاد الايراني ، ويمنحه المرونة في التصدير على المدى البعيد.

   فعلاً ؛ مشروعٌ طموح ، ومبادرةٌ صائبة و سديدة تماماً، سيكون لها مردود كبير.

☆رئيس تحرير "الكلمةالحرة".

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك