الصفحة الاقتصادية

انهيار اسواق النفط في القارة الامريكبة الشمالية /رؤية تحليلية  


د. مظهر محمد صالح.

 

ادت السوق الامريكية في السنوات الاخيرة دورا مزدوجاً بكونها سوق باعة   oligopoly وسوق مشترين  monosopeny في الوقت نفسه ولاسيما خلال السنوات العشر الماضية تدريجياً ،اذ  تستهلك الولايات المتحدة بنحو ١٩ مليون برميل نفط يوميا ويمثل ١٩٪؜ من انتاج العالم لوحدها وهي  اكبر مستهلك  للنفط في العالم  . وتعد من اكبر منتجي نفوط العالم  وبطاقة انتاج تبلغ بنحو ١٣ مليون برميل سواء من النفط الصخري اوالتقليدي .وبعد ان اسهم النفط الامريكي البالغ انتاجه ١٣ مليون برميل يومياً  كما ذكرنا والتحول الى سوق مشترين صافية بالتوازي  مع سوق باعة متمرد وهي المملكة السعودية في  اغراق  السوق  بقرابة ١٢ مليون برميل يوميا ،فقد دخل عالم النفط كله في حرب اسعار قاتلة  ومن ثم اقلبت السوق النفطية الى الكساد حتى بلغت نقطة الانهيار  .فقد جاء توافر عرض نفطي فائض لدي المضاربين وهو بنحو ٣٠٠ مليون برميل الى انهيار سوق النفط وهو ينسجم  وتحول  السوق الامريكية الى سوق مشترين في قيادة سوق النفط في العالم لتشكل حرب الاسعار انهيار  قوة الاوبك كسوق بائعين  وانتصار سوق المشترين بقيادة الولايات المتحدة .فانها فرصتان  للانتصار ،الاولى ، ان الطلب  المنخفض على النفط  العالمي  والذي هو يقل بنسبة٣٠٪؜  من المعروض حالياً والثاني وجود فائض اضافي قدرة ٣٠٠ مليون برميل في سوق المستقبليات ، اذ شكلت هذه السوق  المعسكر النفطي الرمزي المتقدم او الامامي الذي قاد انهيارات الليلة  عبر انقلاب سوق المستقبليات النفطية .اذ تحول جميع المضاربين مرة واحدة الى المركز القصير  short position اي البيع حالاً للعقود الاجلة بامل الشراء الارخص للعقود نفسها ولكن عند نقطة منخفطة دون نقطة التعادل الاقل في العالم ما ادت الى انهيار السوق النفطية بالكامل  .فالمشتري النهائي للفائض المعروض هو سوق الولايات المتحدة التي استولت على عقود النفط المستقبلية المنهارة  وتثفيتها وتحويلها  الى سوق فوري  .وان الشركات المضاربة للنفط في الولايات المتحدة هي من تمتلك القدرة على تسلم المعروض الفائض وتصفية عقوده  ازاء سعات تخزينية  هي الاكبر في العالم ليتحول السوق مستقبلا الى المراكز الطويلة long position بعد نقطة الذوبان تلك او نقطة الانهيار آنفاً .ختاماً،انها فرصة الرابح الاخير  الذي حصد خسارات العالم النفطية اجمع .فالرابح هي  المضاربين من بحوزته مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة الامريكية وعلى وفق استراتيجية ستبقى سوق النفط سوق مشترين الى الابد./انتهى

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك