انت والمسؤول

الفساد النفطي في العراق...بقلم: *الدكتور وليد خدوري

8802 23:58:00 2013-02-24

 

تستمر ظاهرة الفساد في القطاع النفطي العراقي في التوسع ، وتبلغ قيمة صفقاتها عشرات الملايين من الدولارات .

وشاعت هذه الظاهرة ، التي أودت بالعراق إلى الحضيض، في قائمة استشراء الفساد في قطاع النفط، بحيث أصبح تقريباً في مصاف دول أخرى مثل نيجيريا ، التي تصنفها منظمات الشفافية الدولية كأكثر الأقطار فساداً في مجال الصناعات النفطية .

وسنحاول أن نشير في هذا المقال إلى بعض ما نشر عن الفساد في قطاع النفط العراقي خلال الأسابيع الأخيرة:

الخبر الأول : يتعلق بالأزمة الجديدة - القديمة حول عدم تركيب عدادات إلكترونية على المنصات البحرية العائمة التي أنشئت أخيراً ،...!

وهو أمر ضروري كي تعرف الدولة بدقة كمية النفط المصدر على الناقلة ، وإلا يصبح التقويم المالي لقيمة الشحنة اعتباطياً ، معتمداً على إفادة القبطان الأجنبي أو المسؤول المحلي العراقي المشرف على التصدير .

فما هو المبرر لعدم تركيب العدادات ؟ ومعروف أن السلطات النفطية على علم تام بإمكان التلاعب، باستخدام طريقة الذرعة ( احتساب كمية النفط المصدر في الناقلة بطريقة يدوية )، وباحتمال خسارة الدولة عشرات الملايين من الدولارات بسبب هذا التقصير.

فلماذا هذا الاستعجال في تركيب المنصات العائمة من دون عدادات ؟ ولماذا هذا التأخير في نصبها ؟ وإذا لم توفر وزارة النفط الأجوبة المقنعة على هذه الأسئلة ، فيتوجب عندئذ على لجنة النفط النيابية استجواب وزير النفط حول هذا الأمر .

نشر الخبر في « السومرية نيوز » في 8 الجاري كالآتي : « أعلنت وزارة النفط ، الجمعة ، عن سعيها لنصب منظومة عدادات إلكترونية لقياس كميات النفط المصدرة عبر ثلاث منصات جديدة عائمة في المياه الإقليمية العراقية ، مؤكدة أن عمليات التصدير عبر المنصات تعتمد حالياً على طريقة (الذرعة) البدائية .

وقال مدير المرحلة الأولى من مشروع تصعيد الطاقات التصديرية عمار العيداني في حديث الى «السومرية نيوز» ، إن « العراق يمتلك ثلاث منصات عائمة جديدة لتصدير النفط الخام ( جيكور والمربد والفيحاء ) ، منها منصتان قيد الخدمة ، والثالثة لم تستخدم بعد » ، مبيناً أن « عمليات التصدير من خلال المنصتين العائمتين تعتمد على طريقة الذرعة في احتساب كميات النفط ، لعدم اكتمال مشروع نصب منظومة عدادات قياس للمنصات .

ولفت العيداني إلى أن « الربع الأول من العام المقبل 2014 سيشهد الانتهاء من مشروع تجهيز ونصب منصة بحرية عائمة لمعدات القياس ستكون مخصصة لمنصات التصدير العائمة ، معتبراً أن طريقة الذرعة وإن كانت بدائية ، إلا أنها تمثل طريقة قياس عالمية رائجة ويعتمدها الكثير من الدول المنتجة للنفط ، بما فيها دول عربية » .

والحالة الثانية :، هي ظاهرة استشراء الفساد عند بعض المسؤولين عن تسويق النفط العراقي . وهنا نستشهد برسالة رسمية مرسلة من قبل شركة تسويق النفط العراقية (سومو) في الأسبوع الماضي . وقد حذفنا اسم الشخص المشار إليه ووظيفته لعدم اكتمال التحقيق في قضيته .

«... نود إحاطتكم علماً بأن هناك حالة في وزارة النفط / شركة تسويق النفط (سومو) ومن منطلـــق النزاهة وحرصاً على تطبيق القانون ... ندرجها باختصار (وبالإمكان تزويدكم بكامـــل التفاصيل المطلـــوبة) وكما مبين أدناه :

1- تمت إحالة السيد ... في شركة تسويق النفط ، والذي يعتبر أحد الأشخاص المهمين في تسعير النفط الخام والمنتجات النفطية في سومو ، الى لجنة تحقيق في مكتب المفتش العام في وزارة النفط ، نتيجة التبليغ عن قيامه بتسريب أسعار النفط والمنتجات النفطية إلى الشركات الأجنبية .

2- بعد التحقيق من قبل اللجنة، وُجد أنه يقوم بهذا العمل منذ فترة طويلة ، وأوصت بنقل السيد أعلاه من شركة تسويق النفط إلى دائرة الدراسات في وزارة النفط ، وتوجيه عقوبة الإنذار له ، وكذلك تنزيل درجته الوظيفية درجة واحدة .

3- وعليه ، قام السيد أعلاه بتقديم طلب لإحالته على التقاعد ، وتمت الموافقة على هذا الطلب ، وبالفعل تم إصدار أمر إداري ... من دون النظر إلى تطبيق العقوبة أو تعميم أمر إداري بهذه العقوبة ، لتكون عبرة لكل المفسدين ... ما يدل على تواطؤ لتهميش وتسييس توصيات مكتب المفتش العام ، حيث كان من المفترض تطبيق العقوبة وبعد ذلك الموافقة على رغبة السيد أعلاه في التقاعد من الجهة التي كان من المفروض أن ينقل اليها » .

أخيراً وليس آخراً ، أشار تقرير « العراق أويل ريبورت » بتاريخ 8 شباط (فبراير) إلى الآتي : إن شركة « اكسون موبيل » عينت السفير الأميركي السابق في العراق جيمس جفري مستشاراً لها ولعملياتها في العراق » . كما أن الشركة تستشير مسؤولي الأمن الوطني سابقاً في البيت الأبيض ، مثل كوندوليزا رايس وستيفن هندلي حول العراق منذ العام 2011 ، إضافة إلى السفيرين المتقاعدين زلماي خليل زاد وراين كروكر ، اللذين خدما في العراق خلال العقد المنصرم .

معروف أن هناك مشاكل كبرى بين « اكسون موبيل » ووزارة النفط العراقية ، أهمها قرار الأولى استكشاف النفط والتنقيب عنه في إقليم كردستان ، ما اعتبرته الحكومة العراقية تحدياً صارخاً لسياستها النفطية ، مطالبة على أثر ذلك بأن تتنازل « اكسون موبيل » عن حصتها في حقل « غرب القرنة-1» ، وهو من أهم الحقول العملاقة في العراق وعالمياً . فكيف تتنازل شركة عن حصتها في حقل عملاق منتج وذي احتياطات معروفة ، في مقابل العمل في منطقة موعودة ولكن ليست منتجة حتى الآن ؟ وما هي انعكاسات عمل « اكسون موبيل » في إقليم كردستان العراق على إمكان ولوج شركات نفطية عملاقة على حساب بقية الأراضي العراقية ؟

ليس من المستغرب على شركة عملاقة مثل « أكسون موبيل » أن تستعين بخبرات مسؤولين كبار متقاعدين كمستشارين لها في العراق ، فهذا أمر أصبح اعتيادياً على الصعيد العالمي . لكن الملفت هو التركيز على سفراء الولايات المتحدة خلال فترة الاحتلال ، المطلعين طبعاً على الكثير من خبايا الأمور في العراق وذات صلة وطيدة بالطبقة السياسية الحاكمة . وهذا يطرح السؤال : ما الذي تخبئه « إكسون موبيل » للعراق ولصناعته النفطية مستقبلاً ، لكي تحتاج هذا العدد من المستشارين من المعيار الثقيل ؟

 

الكاتب في سطور:

حائز على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية، جامعة جونز هوبكنز ، واشنطن، 1972

مواليد بغداد، العراق ، عام 1942

الخبرة المهنية

مستشار نشرة “ميدل ايست ايكونوميك سرفي ” (ميس) النفطية. ،   2008-

مدير تحرير الصفحة الاقتصادية، جريدة الحياة ، بيروت، 2005-2006

ريس تحرير نشرة “ميس”، نيقوسيا، قبرص  2000-2004

مدير تحرير نشرة نشرة “ميس”، نيقوسيا ، 1981 -2003

مدير دائرة الاعلام، منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول (اوابك) ، الكويت، 1975 -1980

مدرس، قسم العلوم السياسية، جامعة الكويت، 1973 – 1975

مدير دائرة الابحاث، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 1970-1973

جوائز مهنية:

الجمعية الدولية لاقتصادات الطاقة- 1994 – النروج “جائزة الامتياز في الصحافة المكتوبة”

جائزة الملك عبد الله بن عبد العزبز في قمة منظمة اوبك الثالثة. – “جائزة التميز في مجال الصحافة البترولية”، الرياض، 2007

الجائزة الاولى التي قدمتها منظمة اوبك في مجال الصحافة  البترولية- 2009  ، فيينا.

* مستشار لدى نشرة «ميس» النفطية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقية وعراقي
2013-02-25
استاذوليد-بالنسبة للنقاط 1-3 اعلاه حول(شركة تسويق النفط سومو) اليس من واجب هيئةالنزاهة ان تحاسب المدعو (عاد هاتف شلتاغ - وكيل مدير عام للشؤون الادارية) على سرعة موافقته على طلب التقاعد للشخص المذكور الا يعلم ان تنفيذ النقل يجب ان يسبق التقاعد؟ الجواب : لسبب بسيط لان(عاد شلتاغ) مشترك في عمليةالفساد واراد ابعادالشخص باسرع وقت كي لا يقوم بفضح المشتركين معه،والا ماهو الداعي والدافع للسيد(عاد شلتاغ) لاسراعه باقامة حفلة توديعية ووليمة غداء (بما لذ وطاب من سمك مسكوف وغيره وتقديم هديةللمذنب باسم سومو؟
ابو فرزدق
2013-02-25
3- عائدات اكسون من عقدها في الجنوب متواضعة شبيهة بعقد خدمة لا يقارن ب عقد كوردستان المشارك PSC 4-وصف حقول نفط كردستان موعودة بعيد عن الدقة المهنية فالاحتياطي يبلغ ٤٠مليار برميل اي اكثر من احتياطي حقول كركوك ٥- تعيين مسؤولين امريكيين سابقين في اكسون بعد ٢٠٠٣ طبيعي ومتعارف عليه في كثير من الشركات غير اكسون من باب العلاقات في العمل business relationship ارجو ان تبتعد عن الكتابات المسيسة وتكون مهنيا عندها فقط ستشخص مواطن الخلل او الفساد في قطاع الطاقة
ابو فرزدق الحجيم
2013-02-25
يبدو ان الكاتب يستقي معلوماته من القنوات الفضائية وتصريح فلان وعلان مع ان اسمه معروف في قطاع النفط ١- العدادات على منصات النفط منصوبة منذ ٢٠٠٧ من قبل شركة وورلي بارسونز بتمويل من الحكومة الامريكية والمنصات الجديدة بعضها مثل منصة شركة شل لتسهيل وصول المعدات النفطية اما نصب عدادات جديدة فالعملية بحاجة لوقت ٢- لم يطلب من شركة اكسون التنازل عن حصتها في غرب القرنة ١ بل ضغوط لبيعها ولم يتم البيع لشركة لوكويل
م.ن
2013-02-24
صفقات عقود النفط لازالت لليوم بيد البعثية والذين موجودين في عمان حيث الشركات النفطية العالمية لاتتعامل الا مع هولاء البعثية في عمان والوسيط هنا هو اللعيبي الذي كان من البعثية ايام صدام وشريك له الشهرستاني اسألوهم كم هي كومشناتكم من كل حفر بئر نفطي.
عراقي
2013-02-24
ارجة الكتابه والتكلم بحقيقه واضحة وليس ضحك على عقول الناس اذا كانت وزارت النفط لم تركب عدادات . فكيف الشركات المستورده لهاذا النفط تقبل به وتعرف كمية كافي ضحك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك