معكم يا أهلنا في البحرين والجزيرة العربية

في ذكرى جريمة إعدامه؛ الشهيد النمر والبعد الثالث 

4083 2019-01-08

عمار الجادر


اعتاد الشارع تبعا للإعلام المؤجج له, أن يتخذ من القضايا مادة دسمة لوجوده, دون الخوض بأبعاد تلك القضايا بواقع ألمدلوليه البعيدة, التابعة للعقل خارج نطاق العاطفة, الوتر الذي يعزف عليه القاصد, لغاية أبعد بكثير من نشوة العاطفة, وهنا سنبين الأبعاد التي حدثت جراء ذلك الحدث.
من ناحية الشارع الشعبي, كان هناك البعد الأول, الذي تحرك نحو القضية بعاطفية بعيد عن الهدف الرئيسي الذي قصده الفاعل, ولا شك إن بين تلك المجاميع الغفيرة التي خرجت ثائرة في البلدان الأخرى غير المملكة, حيث لا شك إننا لا نتكلم عن أهل القطيف, وغيرها من المحافظات السعودية, لأنهم أصحاب الشأن الأول, ولكن نتكلم عن الشارع الحساس خصوصا في العراق و إيران, هنا لاشك بأن بينهم من هو مدفوع الثمن, لتحقيق بعض البعد الثاني الذي سنتطرق له, و أغلبية البعد الثالث, الذي هو مقصد الفاعل. 
نعم الهياج العاطفي و استهجان الفعل, أمر يقتضي لمثل هذه الجرائم, ولكنها قياسا بإجرام تلك المملكة وتحركها الطائفي, ليس بالجديد, ولا القتل بهذه الطريقة لمثل الشهيد النمر, بالجديد بالنسبة لأتباع خط الحسين عليه السلام, ولكن لماذا كان كل ذلك؟! و أبطال الشاشة الذين يطلون علينا كل عزاء! وفي الوقت هذا بالذات! حيث جبهات القتال في العراق تشهد انتصارات محطمة لدولة سعود, و اتفاق إيران مقبل على انجازه الأخير رغم المراوغات التي حاولت إيقافه! الكثير من علامات التعجب تدفعنا للتفكير بالأبعاد الثلاثة.
كما أن البعد الأول واضح لمثل تلك الجريمة البشعة, فان البعد الثاني هو واضح أيضا, ولكن ليس للمنتشين جدا بالعاطفة, بل لمن رفع رأسه قليلا ليرى بعد خمسة أمتار عن عنتريات الشاشة المتضاربة, ليجد إن مهلكة آل سعود متناحرة من الداخل, حيث الصراعات الأميرية, وكذلك الاقتصاد المتهالك جراء حروبهم الرعناء, ألا يستحق أن يثار هذا الأمر لتجاوز تلك المحنة؟ فتشعل الفتيل الطائفي, وتجعل لها حق دولي عند الأمم المتحدة, حيث حرق السفارة في إيران ردة فعل عاطفية متوقعة لمثل تلك الجريمة, أضف لذلك بعض المأجورين وبعض المتباكين على شاشات عرض العضلات. 
هناك للقضية بعدا ثالث لتلك القضية, البعد الذي لم يخفى على مرجعية العراق الرشيدة, ومن تبعها من قادة, ينظرون إلى أبعد بكثير, من ما ينظر إليه أولئك الأعراب, ومن يعتمدون عليهم لقلة بصيرتهم, وكذلك رأته سياسة طهران الرائدة, وهو بعد الضرب بنفس القضية الإنسانية, التي ظهرت واضحة أمام العالم, بأن أصحاب الرأي الشيعة والقادة هم أبعد ما يكون عن طائفية مقيتة, وهم من مثل الإنسانية بأجل تأثيرها وشمسها الواضحة, وكذلك فوتوا الفرصة لجرهم لحرب طائفية, وبهذا لم يؤثر ذلك الغبار الذي افتعلوه على وضوح الشمس, بل أرتد عكسا عليهم بخسارات سياسية واضحة.
ختاما نقول: ليس جميع الغبار المتطاير هو لخيل أصيلة تصول, فربما هناك فرسان لا يجيدون ركوب الخيل, فتجدهم يثيرون الغبار لكي لا ترى كبواتهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك