معكم يا أهلنا في البحرين والجزيرة العربية

حركة أحرارالبحرين الإسلامية: الخليفيون ينفذون حرب إبادة، والشعب يصر على اسقاطهم

1606 2016-08-27

قد يبدو لمن يتابع التاريخ المعاصر للبحرين ان الصراع الحالي الذي انطلق بثورة الشعب على حكم العصابة الحاكمة انما هو مشهد آخر من الصراع المدني الذي بدأ قبل مائة عام تقريبا. كان هذا هو الاعتقاد السائد لدى الكثيرين عشية انطلاق تلك الثورة. حتى ان احد رموز المعارضة قال لمريديه قبل اسبوع من ذلك اليوم التاريخي: لا تتوقفوا كثيرا عند ما سيحدث في 14 فبراير، لان ذلك امر طبيعي سيحدث وينتهي.

هذا الرمز المهم يرزح في السجن مع بقية الرموز، بعد ان اثبتت الوقائع اللاحقة ان ثورة الرابع عشر من فبراير لم تكن كغيرها. هذا ما فهمه ثوار الوطن عندما انطلقوا بكافة فئاتهم الى ميادين الاحتجاج غير عابئين بالتبعات. وهذا ايضا ما فهمه الخليفيون الذين راوا في الحراك هذه المرة امرا مختلفا تماما. وللخليفيين اسبابهم التي دفعتهم لذلك الفهم. فهم الذين بدأوا حرب المفاصلة مع البحرانيين، منذ ان تربع الديكتاتور الحالي على كرسي الحكم بعد موت والده في 1999. يومها بدأ يخطط لاحداث تغيير جوهري للبلاد يلغي حقائقها التاريخية والدينية والمذهبية والثقافية، ويؤسس لعهد جديد يوفر للخليفيين اجواء تسمح لهم بالحكم المطلق كقبيلة وليس كدولة عصرية. كان حمد بن عيسى يؤسس لبلد يضم اقليات عرقية ودينية ومذهبية لا تسمح لاي منها بالتصدي لحكمه وعصابته. كان يأمل ان يتحول الشيعة من غالبية سكانية الى اقلية، وان يبقى السنة اقلية ايضا، ومعهم اقليات عرقية ودينية مستوردة من الخارج، ليكون هو حاكما لاقليات يتطلع كل منها اليه للحماية من الاقليات الاخرى. انها خطة جهنمية بدأت خيوطها تظهر منذ ان اعلن انقلابه العلني على دستور البلاد التاريخي ورفض ان يكون الشعب الاصلي مصدر شرعيته. لذلك مزق دستور البلاد التعاقدي الذي كتبه اعيان البلاد المنتخبين، وعلى رأسهم سماحة الشيخ عيسى احمد قاسم. لذلك يرى الطاغية في شخص الشيخ عيسى تحديا لخطته. فالشيخ عيسى كان من اكثر اعضاء المجلس التأسيسي الذي كتب الدستور حماسا ووعيا وتمسكا بهوية البلاد وسعيا للحفاظ على استقلالها. فكانت له مواقفه عندما تطرح اية مادة للنقاش والتصويت على مدى الشهور الستة التي استغرقها المجلس التأسيسي لكتابة الدستور قبل اقراره من قبل الشعب. وبقاء الشيخ عيسى مرجعا دينيا ورمزا سياسيا يحول دون تحقيق احلام الديكتاتور، ولذلك فهو يسعى لازالته من المعادلة السياسية بشتى الوسائل.

 

خمسة عشر عاما هي الفترة التي تفصل ما بين عهدين: اولهما مفعهم بالامل لدى الكثيرين ممن انطلت عليهم الخطة الخليفية، وثانيهما يكتنفه الصراع المرير من اجل الوجود بين الطرفين الاساسيين: المواطنين الاصليين (شيعة وسنة) والخليفيين، وهذا العهد بدأ بعد عشرة اعوام من طرح ميثاق الديكتاتور للتصويت. كان حريصا على تمرير ذلك الميثاق، فقدم للشعب وممثليه الوعود والعهود الكاذبة التي سرعان ما تنصل منها ليعيد الوضع الى المربع الاولى. واعتقد الديكتاتور ان جر القطاع الاكبر من الشعب للمشاركة في مشروعه السياسي عبر الانتخابات الصورية والمجلس عديم الصلاحية، قد حسم الصراع لصالحه وان مشروعه اصبح قاب قوسين او ادنى من الاكتمال. وراهن الطاغية الخليفي على الصراع المحتوم داخل صفوف ابناء الوطن، وان ذلك الصراع سوف يضعف صفوف المعارضة ويؤدي لتراجع الامل لدى شباب الوطن، فتستقر الامور له وعصابته ويفرض على البلاد مشروعه الذي خططه بالتعاون مع القوى الاجنبية، بان يكسر المعارضة من جهة ويغير الحقائق على الارض من جهة اخرى. استطاع تحقيق شيء من تلك الاوهام. فبعد اتنهاء مقاطعة مشروع السياسي، اصيبت المعارضة بضربة قوية في صفوفها، ولكن الطرف الرافض للانخراط في المشروع الخليفي كان واعيا لمشروع التخريب الذي فرضه الديكتاتور. استمر التوتر بين اطرف المعارضة بضع سنوات قبل ان تنطلق الثورة المظفرة التي خلقت واقعا جديدا في البلاد.

 

اليوم يتجسد الصراع علنا بين تيارين: العصابة الخليفية التي رفضت القيام باي اصلاح سياسي لنظامها المهتريء، والشعب الاصلي بكافة قطاعاته، ومنها المجموعات التي انخرطت ضمن المشروع الخليفي معتقدة ان بامكانها ممارسة الاصلاح من الداخل. تلك الدروس جميعا اصبحت مرجعية لمن يريد اعادة قراءة التاريخ المعاصر لهذا البلد الممتحن. كان واضحا منذ 14 فبراير ان البلاد لن تعود لعهدها السابق على صعيد الحكم والادارة والعلاقات بين مكوناتها. وهذا ما يحدث الآن بعد ان ادرك الطاغية استحالة تمرير مشروعه المخادع على الشعب الذي صقلت التجارب السياسية والمعاناة قدراته السياسية، واصبح من الصعب على اية جهة خداعه. هذه المرة اعتقد الطاغية ان استهدافه رمز الشعب والوطن وتاريخهما ممثلا بشخص سماحة الشيخ عيسى احمد قاسم، سيصيب الشعب خصوصا الثوار بحالة الاحباط التي تدفعهم لرفع الراية البيضاء. وفات هذا المجرم ان التجارب المتتالية ساهمت في صقل عقول شباب الوطن ووفرت لهم مناعة متميزة تحميهم من السقوط ضحايا امام سياسات الخداع والوعود الفارغة. ولذلك ما ان اعلن استهدافه المرجع الديني، الشيخ عيسى قاسم، حتى هرعت الجماهير من كل حدب وصوب معلنة ولاءها لقائدها واستعدادها للتصدي لفرعون وجنوده. مضى شهران على حصار الدراز الذي يهدف لكسر شوكة ا لاحرار، وما تزال الجماهير محتشدة حول منزله، مستعدة للتضحية من اجل الله والوطن والعالم الجليل. وفي الوقت الذي يرابط فيه الاحرار حول منزل الشيخ القائد تتواصل الاحتجاجات اليومية في اغلب المناطق، هاتفة بسقوط العصابة الخليفية ونهاية حكم الديكتاتور. وبرغم الاعتقالات الجماعية لعلماء الدين ورموز الوطن، واصدار احكام السجن على الكثير منهم بسبب مشاركتهم في الحراك الشعبي والتجمهر دفاعا عن الشيخ قاسم، فقد فشلت آلة القمع في كسر شوكة الشعب والثوار. وبرغم الحصار المفروض على منطقة الدراز، وهو الحصار الاطول من نوعه، والاشد فتكا وايذاء فان الجماهير ما فتئت تكسر ذلك الحصار وتعلن انتماءها للخير الذي يمثله الشيخ عيسى قاسم في مقابل محور الشر الخليفي المدعوم بقوى الكفر والاستبداد والاستكبار.

 

 في الايام الاخيرة تضاعف غضب المحتجين بعد ان ازدادت جرعة الخطاب الطائفي على السنة جلاديه. ونسب الى احد رموز جهاز تعذيبه سيل من السباب والشتم ليس للسكان الاصليين فحسب، بل لمذهبهم الاسلامي وواحد من ابرز أئمتهم في مجال الفقه والعلم والتعايش بين المسلمين. جاء الشتم المنسوب لمعذب معروف هذه المرة ليشمل كافة ائمة المسلمين الشيعة باقبح الاساليب، الامر الذي اعتبر تصعيدا للعدوان الخليفي على ارض اوال وتاريخها ومقدساتها. كما تزامن ذلك مع منع صلاة الجمعة بجامع الدراز، ومحاصرة المساجد وتحويل البلاد كلها الى ساحة مواجهة بين الشعب الاصلي والمحتلين الخليفيين ومرتزقتهم. وهكذا تول الصراع الى حرب وجود، ونجح منظرو الثورة في تحويلها الى مشروع تغيير حتمي، بعد ان نجحوا في قطع خيوط التواصل مع العصابة الخليفية. ويظهر الافلاس الخليفي في علاقاته العامة وعلاقاته مع داعميه حين يضطر زعماؤه لاستجداء الدعم من عناصر هامشية غير ذات شأن للوقف معها ليستمر في مشروعه التضليلي. غير ان الوضع الآن يتجه نحو انقلاب شامل على الخليفيين، بعد ان بدأت انظار العالم تتجه نحو السعودية وتدعو لمحاصرتها ومقاطعتها عسكريا وسياسيا.

 

التعويل الخليفي على مملكة الفساد السعودي خيار فاشل، لان السعودية تمر بحالة طواريء في الداخل والخارج. وبرغم التعتيم على الخلافات داخل البيت السعودي نفسه، فان سياسات سلمان بن عبد العزيز ونجله احدثت شروخا عميقة بين رموز البيت السعودي بعد ان شعروا بالاذلال والتهميش. يضاف الى ذلك ان العدوان السعودي على اليمن يواجه ازمات متراكمة بعد ان ظهر حجم الجرائم التي ارتكبها العدوان بحق المدنيين، وهي جرائم حرب خطيرة دفعت لمنظمة "أطباء بلا حدود" لغلق المستشفيات السبعة التي يديرونها في اليمن بعد استهداف احدها في صنعاء. واصبحت هناك ضغوط كبيرة على واشنطن ولندن للمفاصلة مع الحرب السعودية، وترك العائلة الحاكمة تواجه مصيرها المحتوم نحو السقوط الابدي. وتتعرض الحكومة البريطانية الحالية لدعوات متواصلة لاتخاذ موقف ضد ترشح السعودية لرئاسة مجلس حقوق الانسان بعد ان ثبت للعالم ارتكابها جرائم حرب واسعة، بالاضافة لسجلها الاسود في مجال حقوق الانسان. وهكذا يبدو التعويل الخليفي على السعودية وبريطانيا طريقا للسقوط وليس النجاة. فاذا استمر الحراك الشعبي، ومرغ انف الديكتاتور وعصابته بافشال مشروعهم ضد الشيخ عيسى قاسم، فمن المؤكد ان سقوطهم لن يكون بعيدا، وان انتصار الشعب في تقرير مصيره واتنخاب نظامه السياسي لن يكون بعيدا بعون الله تعالى.هذا هو المشهد البحراني بعد اكثر من خمسة اعوام، وهو مشهد يبعث على التفاؤل بالنصر وسقوط الظالمين بعون الله تعالى.

 

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، وفك قيد أسرانا، وتقبل قرابيننا يا رب العالمين

 

حركة احرار البحرين الاسلامية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك