معكم يا أهلنا في البحرين والجزيرة العربية

العربية الغاضبة تهجر بلاد العرب

2034 2016-06-11

لملمت جراحها قبل أن تحزم حقائبها وتستقل طائرة حملتها مع طفليها الى بلاد الغربة, تاركة خلفها أبا ومعلّما يرزح خلف القضبان, وأمّا أرضعتها المقاومة والصمود, وشعبا مضحيا صابرا طالما دافعت عن حقوقه العادلة, ودفعت ثمنا غاليا هي وعائلتها في طريق الدفاع عنه. 

عائلة تحكي معاناة شعب توزّع أبنائه بين المقابر والمعتقلات والمنافي. إنها العربية الغاضبة زينب الخواجة إبنة عميد حقوقي البحرين عبدالهادي الخواجة, الذي أصدر عليه النظام الحاكم في البحرين حكما بالسجن المؤبد, لأنه طالب بحقوق شعبه في العدالة والمساواة وتقرير المصير.

زجت بها السلطات الحاكمة في البحرين في السجن مرات عدة, غير انها فشلت في كسر إرادتها, كانت تزداد قوة وصلابة كلما خرجت من المعتقل, منعوها من لقاء والدها فأطلقت تلك الصرخة المدوية المنادية بسقوط طاغية البحرين, خرقت بتلك الصرخة قوانين الغاب الحاكمة في بلاد العرب, فساقوها الى المحاكم التي لا تفوح منها سوى رائحة الظلم الكريهة.

وقفت امام الحاكم الخليفي مستجمعة قواها ومستوحية من اسمها معاني البطولة والشجاعة لتمزق صورة ملك زائف لو كان واقفا امامها لقطعته إربا إربا, وهو الذي قتل العشرات وملأ سجون البحرين بآلاف المعتقلين , وحاصر مئات الآلاف من البحرانيين وضيّق عليهم سبل عيشهم, واستورد الأغراب من سقط المتاع ليتمتعوا بخيرات أرض أوال التي حرّمها على اهلها الأصلاء الذين أضحوا أغرابا فيها.

وقفت كاللبوة وهي تطلق تلك الصرخة أنا حرّة وابنة رجل حرّ وسألد ولدا حرّا خلف قضبان السجن فكد كيد واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا. أسقط في يد النظام الذي باع نفسه ورهن سيادة البلاد بيد أسياده في الخارج. جائته الأوامر بإطلاق سراحها, ماطل أكثر من خمسين يوما في تنفيذها لكنه رضخ أخيرا مدّعيا أنه أطلق سراحها لدوافع إنسانية حفظا لماء وجهه.

بانت دوافعه الإنسانية على حقيقتها بعد أيام قلائل, وعندما استقلت الطائرة التي أقلتها بعيدا الى بلاد اسكندنافيا, لتحط الرحال في كنف بلاد تحكمها ملكة تحترم الإنسان وحقه في التعبير عن رأيه فلاتعاقب من يهتف بسقوطها او يمزق صورتها, فحازت على إحترام ومحبة شعبها, واما من صادر حقوق شعبه فصوره تمزّق وتداس تحت الأقدام.

تركت زينب البحرين وبلاد العرب التي ضاقت بها مرغمة, تركتها حاملة معها ذكرياتها وقضية شعب ستدافع عنه في المحافل الدولية, وعيونها ترنو نحو موطن اجدادها الذي استباحته عائلة غازية, إنتهكت الحرمات وسفكت الدم الحرام وحكمت البلاد بالحديد والنار, ولم تعتبر بمصير من سبقها من الطغاة العرب, الذين تناثروا بين المقابر والسجون عندما تفجّر الغضب العربي في وجوههم كذلك المكنون في نفس العربية الغاضبة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك