معكم يا أهلنا في البحرين والجزيرة العربية

هل حان الوقت لتدخل إيراني في البحرين؟

1296 06:29:18 2014-12-20

هل حان الوقت لتدخل إيراني في البحرين؟

عباس بوصفوان إعلامي – لندن

الصورة الجلية الآن، أن المعارضة البحرينية يتم تصنيفها، خليجيا وعربيا ودوليا، على أنها محسوبة على محور إيران. وأعتقد أنه يتوجب الوقوف عند ذلك مليا، وظني أن هناك أمرين قد يبدوان متناقضين عند تحليل موقف الرأي العام الشيعي المعارض من إيران:

إن أي فرد عادي، وليس فقط رجل استخبارات أو سياسية، لا يحتاج إلى كثير من الجهد، ليكتشف أن أغلبية المزاج المعارض في البحرين يتعاطف مع إيران. والقيام بجولة واحدة على حسابات توتير المحسوبة على المعارضة، أو زيارة سريعة لقرية شيعية، أو للعاصمة المنامة نفسها، سوف تكشف بجلاء أن الرأي العام الشيعي يتعاطف مع إيران، وحزب الله، والجماعات الشيعية الحاكمة في العراق، والحوثيين، وربما مع النظام السوري أيضا.

ومن دون شك، فإن لذلك أسبابا متعددة، تاريخية وراهنة، داخلية وإقليمية، يتوجب فحصها مليا، من دون أن ننسى أن هذا الرأي العام كان اختار استقلال البحرين عن إيران، حين تم سؤال نخبته الشعبية، من قبل مندوب الأمم المتحدة، في 1970، عما إذا كان يريد دولة عربية مستقلة، أم جزيرة تابعة لحكم إيران.

إن تحول الرأي العام الشيعي نحو إيران، له الكثير من الأسباب، ولعل الجزء الأكبر منها يعود للسياسات المعادية التي اتبعها النظام ضد الغالبية الشعبية طوال العقود الماضية.

إن الرأي العام المعارض، مازال لا يتقبل تدخلا إيرانيا في المسألة البحرينية الداخلية، لأسباب مفهومة أحيانا، وغير مفهومة أحيانا أخرى، خصوصا في ظل التكالب الخليجي والعربي والغربي ضد طموحاته المشروعة في العدالة والمساواة، وفي ظل مضي النظام في عمليات تجنيس بوتيرة تجعل من الوقت عامل ضغط كبير على الأغلبية الشيعية القلقة من تهميش أوسع لثقافتها ودورها الاقتصادي والسياسي في البلاد.

وأظن أن من بين الأسباب التي تدفع الشيعة، عموما، لتبني موقف سلبي من أي تدخل إيراني، هو الشعور الوطني بالاستقلال، والبعد القومي العربي، والقلق من أن يقود تدخل إيران إلى تعقيد الحالة البحرينية، فضلا عن التأثر بالعداء الرسمي والخليجي والعربي والغربي لطهران وتوجهاتها.

ولعل ذلك يكشف من ناحية مثالية الرأي العام الشيعي، وسطحيته، أحيانا، إن شئت، في ظل عالم معقد يتداخل فيه البعد الإقليمي والدولي بالقضايا المحلية.

تلك النقطتين المتناقضين (التعاطف مع خط إيران، ورفض تدخلها في شأن البحرين)، يمكن أن تجدهما بدون صعوبة في أجواء الرأي العام الشيعي، فيما لا يخفي الرأي العام الموالي ترحيبه بالتدخل العسكري السعودي والخليجي، والأردني، والغربي، وعدم تحفظه على التجنيس ربما، ولذلك أيضا أسباب يتوجب فحصها، في ظل رواية رسمية تحذر من أن التحول الديمقراطي في البحرين سيعني تلقائيا حكما شيعيا، واضطهادا للسنة.

في ظل ذلك، كيف تتصرف المعارضة البحرينية، وعمادها جمعية الوفاق الشيعية؟

بداية، فإن هذه المعارضة واقعة في التناقضين أعلاه، فهي من ناحية تتعاطف مع نهج إيران، لكنها حذرة من أي تدخل إيراني في مشكلة البلاد، التي تزداد تعقيدا.

وغني عن القول بأن هذه المعارضة لا تنفذ أجندة خارجية، فقد كشف تقرير بسيوني أن الحدث البحريني محلي بامتياز، وناتج عن الظلامات التاريخية التي تقع على الغالبية السكانية في البلاد.

بل إن الإيرانيين، كما غيرهم، تفاجئوا بما حدث في البحرين في 2011، وربما لو كنت سألتهم، لقالوا: إن من الأفضل للجماعات الشيعية، في مختلف البلاد الخليجية والعربية، التعاطي مع الأنظمة القائمة، وعدم حرف الجهد عما يسمونه المواجهة الأكبر مع العدو الصهيوني.

في الواقع، تجد المعارضة البحرينية نفسها أمام مأزق كبير، ليس من السهل مقاربته، فهي أمام الحقائق التالية:

إن الدعم العسكري الخليجي للعائلة الحاكمة مستمر. وإضافة إلى القوات البرية للحرس الملكي السعودي، وقوات الشرطة الإماراتية، والتي تحضر في البحرين تحت مسمى قوات درع الجزيرة، سوف تستضيف موانئ البحرين، أيضا، مقر القوات البحرية الخليجية، التي أعلن مجلس التعاون الخليجي عن تشكيلها في قمته الأخيرة التي أنهت أعمالها في الدوحة مؤخرا، فيما اتخذت قوات درع الجزيرة قاعدة دائمة لها في الجزيرة المكتظة بالقوات العسكرية الخارجية، التي يضاف لها الدرك الأردني، الخبير في التعاطي مع الحركات الاحتجاجية، والذي يحضر كتعبير جلي عن الدعم العربي الرسمي للنهج العنيف الذي تتخذه أسرة آل خليفة في التعاطي مع مطالب التغيير في البحرين.

إن الدعم الغربي للسلطات الحاكمة يتزايد، ويأتي إنشاء القاعدة البحرية البريطانية، التي ستدفع تكاليف إنشائها الميزانية العامة للبحرين، كدليل جديد على أن النظام الغربي مازال يرى في آل خليفة حلفاء مهمين يتوجب الدفاع عن حكمهم، أخذا بالاعتبار، بطبيعة الحال، التحالف الخليجي الغربي، ومعادلة النفط مقابل الأمن، التي تربط الطرفين.

هذه الحقائق توضح للمعارضين أن البعد الداخلي غير قادر على حسم الصراع، ولما كان الغرب، وعرب الخليج والمشرق والمغرب يدفعون بتثبيت الوضع الراهن والحكم الأحادي، فإن قوى المعارضة تظل تسأل نفسها: هل اللجوء إلى إيران خيار صائب لتحقيق التوازن المفقود حاليا؟ وإلى أي مدى يمكن أن تقوم إيران بفعل عملي لصالح المعارضة، في ظل الحصار الاقتصادي الخانق ضد طهران، والحروب التي تخوضها في سوريا والعراق؟ وكيف سيكون رد الفعل الإقليمي والغربي على محاولة من هذا النوع؟ وهل سيتفهم الشركاء اليساريين تقاربا مع إيران؟

تلك أسئلة أترك اجابتها إلى موعد آخر، لكني أشير إلى ان المعارضة تعتقد:

1. إن التفاهم حول البرنامج النووي الإيراني وتقارب الغرب مع طهران، وتمدد إيران الإقليمي، يصب في صالحها.

 2. إن البحرين مازالت محمية غربية، وأن الحل في واشنطن.

لكن، بالنظر إلى أن أميركا والغرب عموم، ما يزال لا يفسح المجال لفرص التغيير في البحرين، فإن ذلك يعيد طرح السؤال مجددا أمام المعارضين: ما العمل؟ وهل حان الوقت لتدخل إيراني أكثر فاعلية في البحرين، حتى مع كونها محمية غربية؟

19/5/141220

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك