ثقافة الكراهية والدجل والقتل

عندما يقطع النظام السعودي المنتقد بالمنشار ورأس رجل الدين والمعارض بالسيف وينتقد ايران.؟!


أسامة القاضي | |

 

 صحفي وكاتب يمني

 

انا هنا لست في صدد الدفاع عن الجمهورية الإسلامية، بل اريد ان اذكّر المتابع ببعض ممارسات النظام السعودي المجرم الذي يجب عليه ان يدفن رأسه خجلا منها بدلا ان ينتقد الدول الاخرى ومنها ايران.

لن نخوض ونسهب بشرح الحقيقة بما يحدث في ايران، والحملة الاعلامية والسياسية الكبرى للدول الغربية وادواتها في المنطقة، ولكن ما لفتني تعاطي دولة اقليمية مع الموضوع وانتقادها لايران بشدة، وهي لديها ملف يفيض بأبشع حالات القتل لمعارضيها، والتدخل في شؤون دول الجوار وإرتكاب ابشع جرائم الحرب في التاريخ بحق بلد عربي مسلم وشقيق اليمن انموذجا.

مهسا اميني شابة ايرانية اصبح المتابع يعرف قصتها توفيت بنوبة قلبية اثناء جلسة نصائح فيما يخص الحجاب الاسلامي، تحول موضوعها، رغم نشر الشرطة الايرانية مقاطع فيديو لوفاتها دون ان يتعرض لها احد، تحول الى ذريعة للغرب وادواته واعلامه لتحريض ودعم مثيري الشغب ومن عملوا على تدريبهم لسنوات لدسهم في البلاد واستخدامهم في الوقت المناسب.

حتى اصبح اعداء ايران يستخدمون الموضوع ذريعة لانتقاد ايران والدعوة لفرض "عقوبات" عليها، لانها تنتهك حقوق الانسان، كما يزعمون. ومن خلال متابعة وسائل الإعلام، ومنها السعودية، لفت نظري الى الكم الهائل من الانتقادات للشرطة الايرانية وقوات الامن والمؤسسات الاخرى، رغم ان السيدة امينة توفيت بسبب مرض قلبي، ومقاطع الفيديو والتقارير تثبت ذلك.

 وسأتطرق بإختصار الى ابرز عمليات التصفية للمعارضين او المنتقدين حتى اعدام الشيخ نمر باقر النمر في يوم 2 كانون الثاني/ يناير عام 2016 اقدم النظام السعودي على اعدام الشيخ نمر باقر النمر، وهو رجل دين من اتباع أهل البيت عليهم السلام، بقطع رأسه بالسيف، بسبب انتقاده للسلطات وممارساتها مع ابناء المنطقة الشرقية وتهميشهم في الوظائف الإدارية والعسكرية وغيرها، علما ان الشيخ النمر تعرض مرات عديدة للاعتقال والاهانة والضرب، قبل ان يتم اعتقاله في المرة الاخيرة واعدامه رغم المناشدات الدولية والحقوقية.

الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2 تشرين الاول/ أكتوبر 2018 اكدت تقارير تركية ودولية قيام النظام السعودي بقتل الصحفي المعارض جمال قاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، على يد فريق سعودي مختص بالاغتيالات، ارسلته السلطات (المراقبون يؤكدون ان ولي العهد محمد بن سلمان هو من ارسلهم) الى اسطنبول لقتله، فيما اكدت التقارير ان جثته تعرضت للتقطيع بالمنشار واذابة القطع بالحامض والتخلص من الناتج الى المجاري، وذلك بسبب بعض الانتقادات التي وجهها، عبر الصحيفة الامريكية التي يكتب بها، الى النظام السعودي.

عمليات اعدام مختلفة وبين الحين والآخر ينفذ النظام السعودي عمليات اعدام بالسيف للمعارضين، خاصة من ابناء المنطقة الشرقية، بتهم وذرائع مختلفة، لا لشيء إلا بسبب مطالبتهم بأبسط حقوقهم المعيشية والاعتقادية، وتقوم بقتل الشبان المعارضين في عمليات إعدام جماعي تخلط فيها قضاياهم مع قضايا متهمين بالارهاب لكي يضيع دمهم مع هؤلاء. ومن لا يسلم نفسه بسهولة الى السلطات اثناء القائها القبض عليه، فيتعرض لاطلاق النار والقتل، والتهم جاهزة كالعادة.

احكام بالسجن لمدد خرافية هذا ويتعرض النشطاء والمعارضون وكل من ينتقد ولو بكلمة الى الاعتقال والسجن، رجالا كانوا او نساء، ويتم الحكم عليهم بمدد خيالية، وبتهم معلبة وجاهزة، كما جرى قبل نحو شهر مع الأكاديمية نورة بنت سعيد القحطاني التي حكم عليها بالسجن لمدة 45 عاماً، بسبب منشورات في مواقع التواصل الاجتماعي، وبتهمة "السعي لزعزعة النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية والإخلال بتماسك المجتمع ونظامه العام عبر الشبكة العنكبوتية".

وجاء الحكم على القحطاني بعد أسابيع قليلة من الحكم بسجن طالبة الدكتوراه، سلمى الشهاب (34 عاماً)، بسبب إدانتها في الاستئناف بتهم "تقديم الإعانة" إلى معارضين يسعون "لزعزعة استقرار الدولة"، بسبب تغريدات وإعادة تغريدات في موقع "تويتر".

فيما حملات الاعتقالات والسجن شملت حتى المطبلين للنظام والمؤيدين له، بسبب اما تغير في برنامج النظام وسياساته او نصيحة بسيطة قدمها بعضهم للنظام، وابرز تلك الحالات هي سلمان العودة، وعوض القرني وعلي العمري ومحمد المنجد ومحمد موسى الشريف وسفر الحوالي وعبدالعزيز الفوزان.

 يقّطعون المنتقد بالمنشار ورأس رجل الدين والمعارض بالسيف وينتقدون ايران! قائمة الانتهاكات تطول وتطول ولا يسعنا ذكر كل الحالات، ولكن كانت هذه ابرزها.. وهنا السؤال: هل يحق لهذه الدولة او مثيلاتها انتقاد الدول الاخرى في موضوع حقوق الانسان؟

  

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك