ثقافة الكراهية والدجل والقتل

الموصل / عجوز مسيحية تروي معاناة عامين من الخوف بعد نجاتها من داعش التكفيري  

2915 2016-11-02


قالت أرملة مسيحية عجوز تمكنت من النجاة بحياتها طوال عامين تحت حكم داعش التكفيري لبلدتها في شمال العراق إن التكفيريين الارهابيين هددوها بالقتل وأجبروها على البصق على صليب وجعلوها تدوس على صورة للعذراء مريم.

واجتمع شمل ظريفة بدوس دادو (77 عاما) بعائلتها يوم الأحد بعد أن طردت القوات العراقية داعش الاجرامي من بلدتها قرة قوش مع تقدمها صوب مدينة الموصل آخر معقل حضري رئيسي للتنظيم الارهابي في البلاد.
وعثرت القوات العراقية على دادو مختبئة في منزل كانوا يعتقدون أنّه مهجور أو مفخخ.
وهرب معظم سكان قرة قوش - أكبر بلدة مسيحية بالعراق - باتجاه إقليم كردستان شبه المستقل قبل أكثر من عامين مع اقتراب التكفيريين منها لكن دادو بقيت هناك مع عجوز أخرى واعتقد أقاربها لفترة طويلة أنها توفيت.
واستهدف داعش التكفيري الأقليات الدينية في شمال العراق - وبينهم المسيحيون واليزيديون - بالقتل أو الطرد بعد فرض افكاره المنحرفة والضالة في المناطق التي سيطر عليها في العراق وسوريا عام 2014.
وأدى استيلاء التكفيريين الارهابيين على الموصل والبلدات المجاورة لها إلى طرد المسيحيين فعليا من المنطقة للمرة الأولى منذ نحو ألفي عام.
وقالت دادو التي تعاني من ضعف السمع لرويترز يوم الأحد إن التكفيريين هددوها وسرقوها وجعلوها تدنس رموز دينها وحاولوا إجبارها على اعتناق افكارهم المنحرفة.
وأضافت متحدثة من منزل أحد أقربائها في أربيل التي تبعد مسافة ساعة بالسيارة عن قرة قوش "طلبوا مني أن أبصق على الصليب. كنت أبكي من داخلي لكنني لم أستطع إظهار ذلك".
ثم طلب منها التكفيريون أن تدوس على صورة لمريم العذراء كانت تحتفظ بها في منزلها. 
وقالت "قلت (لنفسي).. "يا مريم سأدوس عليك لكنك تعرفين أنني لا أقصد ذلك".
واجتمع شمل دادو- التي توفي زوجها عام 2014 - مع شقيقها وأقارب آخرين في أربيل يوم الأحد حيث ذبحت عائلتها المبتهجة بسلامتها خروفا احتفالا بما اعتبروه معجزة نجاتها.
وجلست الأرملة العجوز ذات الحواجب الرمادية الكثيفة والأسنان المتآكلة والصليب الموشوم على معصمها وسط أقربائها الذين كانوا يبكون ويهتفون بينما كانت تروي الأحداث المروعة التي شهدتها.
وتحدثت دادو بمزيج من العربية والسريانية وهي لهجة قديمة متفرعة من اللغة الآرامية التي يقال إن المسيح كان يتحدث بها.
وقالت ابنة أختها إن العائلة فقدت الاتصال بها قبل نحو 18 شهرا عندما فرض تنظيم داعش التكفيري قيودا على الهواتف في المناطق الخاضعة لسيطرته.
وأضافت "لم نكن نعرف شيئا عنها. كان يمكن أن يحدث أي شيء".
"العالم كله سعيد"
ويعيش معظم المسيحيين في العراق في الشمال حول الموصل التي تعتبر واحدة من أقدم مراكز المسيحية في العالم ويعود تاريخها إلى القرن الأول الميلادي.
وقبل نحو 25 عاما كان يعيش في العراق أكثر من مليون مسيحي لكن أعدادهم تضاءلت خلال التسعينات عندما واجه العراق الحرب والعقوبات وتسارعت هجرتهم بعد موجات من الهجمات على المسيحيين خلال أعمال العنف الطائفي عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.
وكان يعيش في بلدة قرة قوش التي تبعد نحو 20 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من الموصل 45 ألف شخص قبل أن يجتاح داعش المنطقة.
وكانت دادو تنام في حديقتها عندما دخل التكفيريون البلدة في أغسطس آب 2014 وأصدروا إنذارا لأهلها بدفع الجزية أو اعتناق افكار داعش التكفيري المنحرفة أو القتل.
وقالت إنها أرادت مغادرة البلدة لكنها في النهاية فقدت الأمل. وأضافت "بكيت لأنني احترت أين يمكن أن أذهب. لم يبق أحد في قرة قوش. لم يكن لدينا جيران.. لا أحد. كلهم غادروا".
وأشارت إلى أن داعش التكفيري يقوم بزيارات مفاجئة إلى منزلها كانت تتركها مرعوبة.
وقالت دادو التي كانت ترتدي عباءة سوداء تغطي شعرها وتضع وشاحا بنفسجيا "كنا امرأتين تعيشان وحدهما. وكانوا يأتون في الليل .. في بعض الأحيان في الرابعة صباحا.. كنا نشعر بالرعب".

وسرق التكفيريون كل ما هو نفيس من منزل دادو. وعندما أكدت لهم أنه لم يبق شيء ليأخذوه هددوها. 

وقالت "عادوا في يوم آخر وقالوا إذا لم تعطنا مالك سنفرغ هذه البندقية الآلية في صدرك".

وحاول داعش التكفيري مرارا حملها على اعتناق افكاره المنحرفة الضالة. في البداية جادلتهم. قالت "حاولت أن أقول لهم ما هو الفرق بين المسلم والمسيحي؟ كلنا نعبد الله".

وأضافت "كانت دقات قلبي تتسارع عندما كانوا يحاولون إقناعي بتغيير ديني. كانوا يحاولون إقناعي بنطق الشهادتين. قلت لهم إنني لا أعرف كيف أقولها ثم قلتها بالعكس".

وفي النهاية خضعت دادو. وقالت "كنت أقول ما يريدون. حياتي عزيزة علي لهذا قلت ما اضطررت لقوله".

وطرد داعش التكفيري من قرة قوش قبل نحو تسعة أيام. ويوم الأحد ترأس أسقف الموصل للسريان الكاثوليك قداسا في كنيسة البلدة المحترقة للمرة الأولى منذ استعادة السيطرة عليها.

وفي أربيل عبرت دادو عن ارتياحها للعودة إلى عائلتها وأصدقائها وهي تجلس على أريكة تحت لوحة للعشاء الأخير. وقالت "ماذا تتوقع؟ ألن تكون سعيدا؟ الآن بات العالم كله سعيد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك