ثقافة الكراهية والدجل والقتل

فتوى "داعشية" .. جميع أطفال العالم "كفار"

1695 2016-09-08

منذ ايام والاعلام الغربي مشغول بالتهديدات التي اطلقتها “داعش” والمتمثلة بإستهداف الاطفال والناس العاديين في الشوارع والاسواق والمتنزهات في اوروبا والغرب ، وهي اماكن وصفها هذا الاعلام بانها تقشعر الابدان.

صحيفة “ديلي ميل” البريطانية” كتبت؛ ان تنظيم “داعش” دعا “الذئاب المنفردة”، التي بايعته في أوروبا والغرب، إلى استهداف أي شيء هناك، حتى حدائق الأطفال، وكبار السن الذين يقفون في الطوابير في المناطق العامة، والباعة في الأسواق، والمتقاعدين ، وكل “كافر” في العالم.

ونشرت الصحيفة صورة نقلتها من مجلة “رومية” الدورية التابعة ل”داعش” ، وهي لبائع يبدو أنه من بريطانيا، وبجانبها تعليق: “حتى دماء الصليبي الذي يبيع الورد”.

رغم ان هذه التهديدات الموجهة ضد الاطفال وكبار السن في اوروبا ، تعكس الطبيعة الوحشية والدموية ل”داعش” ، واستهتارها بالحياة والانسان ، الا ان مثل هذه التهديدات نفذتها “داعش” والجماعات التكفيرية الاخرى ، بالجملة و منذ اكثر من 10 سنوات في العراق ، ومنذ اكثر من 5 سنوات في سوريا ، وخاصة ضد الاطفال العراقيين والسوريين ، فجميع اطفال العالم “كفار” ما لم يكونوا على ملة “داعش”.

في العراق وفي تفجير واحد فقط وفي ثوان قليلة قتل نحو 400 انسان وجلهم من الاطفال والنساء الشباب ، وفي اقل من ساعة قتلت عصابات “داعش” في تكريت نحو 2000 شاب ، “جريمتهم” انهم من المسلمين الشيعة !! ، وفي سوريا تفرض “داعش” والقاعدة حصارا شاملا على بلدات ومنذ اكثر من 4 اعوام ، لان سكنتها من المسلمين الشيعة ، وفي العراق ايضا سبت “داعش” عشرات الالاف من النساء الايزديات واستعبدت الاطفال ، بينما كان الغرب يشاهد هذه الكوارث الانسانية من على شاشات التلفزيونات ، وكأنه الامر لا يعنيه.

الكارثة الاكبر كانت تكمن في استغلال الغرب ل”داعش” والجماعات التكفيرية ، واستخدمها كوسيلة لتحقيق اهداف سياسية في المنطقة ، تصب في صالح “اسرائيل” ، وتسويقها ككيان يمكن القبول بوجوده والتطبيع معه.

الاستغلال الغربي البشع لعصابات “داعش” والقاعدة والجماعات التكفيرية الاخرى ، ظهر وبان بعد رفض امريكا واوروبا ممارسة اي ضغوط على حلفائهم في المنطقة مثل تركيا والسعودية وقطر ، ليكفوا عن امداد الجماعات التكفيرية بالمال والسلاح ، وكذلك من خلال رفض هذا الغرب  كل الحلول السياسية التي يمكن ان تضع حدا للحرب المفروضة على سوريا ، للابقاء على نيرانها مشتعلة بهدف استنزاف روسيا وايران وحزب الله.

اغلب منفذي الهجمات التي شنتها “داعش” في الغرب وخاصة في فرنسا وبريطانيا والمانيا وبلجيكا ، كانوا مواطنين اوروبيين ذهبوا الى سوريا للقتال ضد الجيش السوري ، وكان الاعلام الغربي يصفهم  ب”الثوار” ، ومازال الغرب يعمل على تقديم كل الدعم للمجاعات التكفيرية ، ويرفض اي تنسيق مع روسيا ومحور المقاومة من اجل القضاء على هذه الجماعات وانقاذ العالم من شرورها ، بل ان الغرب يتهم محور المقاومة وروسيا ، بشتى التهم كلما شعر ان الخناق اخذ يضيق على هذه المجموعات في سوريا.

الغرب يعمل وكفريق واحد اليوم من اجل وقف القتال في حلب ، بعد ان نجح الجيش السوري وحلفاؤه في اعادة فرض الحصار على المجاميع التكفيرية داخل القسم الشرقي من المدينة ، فنراه يتباكي على المحاصرين في حلب تحديدا ، بينما يلوذ بالصمت ازاء الحصارات التي تفرضها الجماعات التكفيرية على بلدات امنة ومنذ اكثر من 4 سنوات وتخير اهلها بين الموت جوعا او ذبحا.

لو كان الغرب يهمه حقا حياة مواطنيه وامنهم ، لما سمح خلال السنوات الخمس الماضية ، بسفر عشرات الالاف من الشباب الاوروبي الى سوريا ، وهو يعرف انهم يذهبون للقتال الى جانب الجماعات التكفيرية ومن بينها “داعش” ضد الجيش السوري ، ومن المؤكد انهم سيعودون يوما الى اوطانهم وقد تم غسل ادمغتهم ، وتحويلهم الى قنابل موقوتة.

خطأ الغرب ، انه كان يعتقد ان الارهاب وسيلة امنة يمكن استخدامها في تحقيق اهداف سياسية ، ومن ثم ركنها جانبا بعد تحقيق هذه الاهداف ، وهو خطأ وقع الغرب فيه سابقا ويبدو انه لم يتعظ به ، عندما اوجد القاعدة واستخدمها ضد الاتحاد السوفيتي السابق ،وحاول ركنها جانبا الا انها انقلبت عليه ، وكانت من نتائج هذا الخطأ الكارثي اعتداءات 11 من سبتمبر ومن ثم غزو افغانستان.

كان على اوروبا ، لقربها الجغرافي من الدول العربية والاسلامية ، ان تتعظ من الخطأ الامريكي مع القاعدة ، والا تستخدم الارهاب وسيلة لتحقيق اهداف سياسية ، فمثل هذا الوحش لا يمكن ان ترويضه ، وسيتمرد على صاحبه في اول غلفة منه ، وما اشارت اليه صحيفة “ديلي ميل” البريطانية ، الا بعض جوانب هذا التمرد.

شفقنا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك