ثقافة الكراهية والدجل والقتل

«داعش» يحول الاطفال الى قنابل متنقلة في الفلوجة

2441 09:40:46 2016-06-12

بدأت القوات العراقية تتقدم في مواجهة "داعش" داخل منطقة مبان بمدينة الفلوجة، بينما حررت قطعات جهاز مكافحة الإرهاب حي الشهداء الثانية جنوب المركز بالكامل، بعد "هرب كبير" لعناصر التنظيم من مواجهة القوات العراقية.

 على الرغم من سيطرة تنظيم "داعش" على الفلوجة طوال العامين الماضيين، لم يضع في حساباته تجنيد الاطفال وتدريبهم عسكريا مثلما فعل في مناطق اخرى ومنها الموصل، معتبرا ان اطفال الفلوجة "معدين مسبقا للقتال معهم"، الى ان اشتدت المعركة فقام التنظيم بتهيئة الاطفال الذين يقعون تحت سطوته ليكونوا قنابل انتحارية.

ويذكر المواطن ثائر احمد (اسم مستعار)، وهو من الفارين حديثا من الفلوجة، ولا تزال عائلته فيها، ان الاطفال كانوا يتلقون دروسا دينية باستمرار، لكنهم لم يتدربوا على السلاح والقتال، فتنظيم "داعش" يعتبر اهالي المدينة جميعهم من مقاتليه، بضمنهم الاطفال.

ويكشف احمد ان "التنظيم وبعد المعارك الاخيرة ومحاصرته داخل المدينة، لجأ الى تجنيد عدد من الاطفال كانتحاريين"، مبينا ان "بعضهم تم أخذهم قسرا من عوائلهم، ولا احد يستطيع الاعتراض ومواجهة ابادة العائلة بالكامل".

ويرى احمد ان "تفخيخ الاطفال وتحويلهم الى عبوات من قبل التنظيم، يأتي لدفع الشك عنهم من قبل القوات الامنية التي تعمل على تحرير المدينة منهم"ويكشف تقرير دولي ان "ما يقرب من 350 عائلة من القرى التي تحيط بالفلوجة، وجدت الأمان في مخيم أبو غريب القريب من العاصمة بغداد، وبالكاد استطاعوا الهرب من داعش".

ثامر علي احد الفارين، كان يعرف أن المسلحين يحاصرون المدنيين، فاختبأ هو وعائلته في منزلهم وتركوا الباب مفتوحاً، وعندما اقتربت المعركة من قريته، يتذكر أن داعش طالب الجميع بالانتقال لمركز الفلوجة ليحتموا بهم كدروع بشرية.

أم خالد، التي خافت من كشف اسمها الحقيقي، هربت من بلدة الصقلاوية التي كانت تحت سيطرة "داعش" حتى نهاية الأسبوع الماضي.

لم يلعب الاطفال بألعابهم منذ عامين ونصف العام، لان قوانين تنظيم "داعش"، كانت تمنعها. فرّ هؤلاء الاطفال مع ذويهم منذ عدة ايام من المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، وسلموا انفسهم للقوات الامنية، وتتلخص الامنية الكبرى لهؤلاء الان في الامور التي كان "داعش" يمنعها عنهم، لكن كم هي الفترة التي ستمر لعودة الطفولة اليهم كي يتذكروا العابهم؟

لطالما اراد داعش انشاء "خلافة قوية" عبر الاطفال وتربية جيل جديد، وهؤلاء كانت لهم حصة من ذلك وقال احد الاطفال، "دروسنا كانت عن الاسلام. كانوا يقولون لنا بايعوا الاسلام. كانوا يقولون ان الجيش كفار. لا تجعلوهم يلعبون بعقولكم".

لا يزال الخوف من المعارك واصوات الرصاص مسيطرا على هؤلاء الاطفال بين الحين والاخر، لانه تمت معاقبة الكبار امام اعينهم وتلقينهم اغلب القوانين والتعليمات.

وقال طفل آخر، "كان يجب على الاطفال الجلوس في المنزل، وعدم الخروج بسبب العبوات المزروعة، لم نكن نستطيع ان نلعب، كانوا يضربوننا اذا ما تشاجر طفلان، كان علينا الذهاب الى المسجد، وكان علينا ارتداء الثوب القصير".

التنظيم بدوره لم يخف تجنيده للاطفال، وبث اكثر من مقطع فيديوي عن قيام عناصره بتدريب الاطفال واعطائهم دروسا بالدين ويقوم التنظيم بتجنيد الأطفال بالقوة، ولا يعرف العدد الحقيقي للأطفال المجندين لديه، إلا أنه في كل مرة تظهر إحصائيات جديدة، تؤكد ارتفاع أعدادهم.

المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق تقدر أن 12 ألف شخص هربوا من الفلوجة والمنطقة التي تحيط بها، لكن عندما تنظر إلى الصورة الأكبر في العراق، هذا مجرد قطرة في بحر المعاناة. فالأمم المتحدة تقدر أن ثلاثة ملايين وثلاثمئة ألف شخصاً نزحوا من منازلهم.

وهم ينتظرون انتهاء المعارك. فلربما يرجعوا إلى منازلهم يوماً ما.. أو ما تبقى منها.

................

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك