الصفحة الإسلامية

اشارات قرآنية من مسند الامام الكاظم للعطاردي (ح 2)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في کتاب مسند الإمام الكاظم أبي الحسن موسى بن جعفرعليه السلام للشيخ عزيز الله العطاردي: باب سيرته و مكارم اخلاقه عليه السلام: قال ابن شهرآشوب رحمة اللّه عليه: يتفقد فقراء اهل المدينة فيحمل إليهم في الليل العين و الورق و غير ذلك فيوصله إليهم و هم لا يعلمون من اي جهة هو. و كان عليه السلام يصل بالمائة دينار الى الثلاثمائة دينار و كان صرار موسى مثلا. وشكا محمد البكري إليه فمد يده إليه فجعل الى صرة فيها ثلاثمائة دينار. و حكى ان المنصور تقدم الى موسى بن جعفر بالجلوس للتهنية في يوم النيروز و قبض ما يحمل إليه فقال عليه السلام: اني قد فتّشت الاخبار عن جدى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فلم اجد لهذا العيد خبرا إنّه سنّة للفرس و محاها الاسلام و معاذ اللّه ان نحيي ما محاه الاسلام. فقال المنصور انما نفعل هذا سياسة للجند فسألتك باللّه العظيم الّا جلست فجلس و دخلت عليه الملوك و الامراء و الاجناد يهنونه و يحملون إليه الهدايا و التحف و على رأسه خادم المنصور يحصى ما يحمل فدخل في آخر الناس رجل شيخ كبير السن. فقال له: يا ابن بنت رسول اللّه انني رجل صلعوك لا مال لي انحفك بثلاث ابيات قالها جدي في جدك الحسين بن علي عليهم السلام: عجبت لمصقول علاك فرندة * يوم الهياج و قد علاك غبار و لا سهم نفذتك دون حرائر * يدعون جدك و الدموع غزار الا تغضغضت السهام و عاقها * عن جسمك الاجلال و الاكبار. قال: قبلت هديتك اجلس بارك اللّه فيك و رفع رأسه الى الخادم و قال امض الى امير المؤمنين و عرفه بهذا المال و ما يصنع به فمضى الخادم و عاد و هو يقول كلها هبة مني له يفعل به ما أراد فقال موسى للشيخ اقبض جميع هذا المال فهو هبة مني لك. و كان عمري يؤذيه و يشتم عليا عليه السلام فقال له بعض حاشيته دعنا نقتله فنهاهم عن ذلك فركب يوما إليه فوجده في مزرعة فجالسه و باسطه و قال له كم عزمت في زرعك هذا قال مائة دينار قال و كم ترجو ان تصيب قال مائتي دينار و قال فاخرج له صرة فيها ثلاثمائة دينار فقال: هذا زرعك على حاله يرزقك اللّه فيه ما ترجو فاعتذر العمري إليه و قال: "اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ‌ رسالاته" (الانعام 124). و كان يخدمه بعد ذلك موسى بن جعفر عليهما السلام قال دخلت ذات يوم من المكتب و معي لوحي قال فاجلسني ابي بين يديه و قال يا بني اكتب تنح عن القبيح و لا ترده ثم قال: أجزه فقلت و من اوليته حسنا فزده ثم قال: ستلقى من عدوك كل كيد فقلت اذا كاد العدو فلا نكده قال فقال: ذريّة بعضها من بعض.

وعن مكارم أخلاق الامام عليه السلام يقول الشيخ العطاردي في كتابه: قال عز الدين عبد الحميد بن ابي الحديد: روى أن عبدا لموسى بن جعفر عليه السلام قدم إليه صحفة فيها طعام حار فعجل فصبّها على رأسه و وجهه، فغضب، فقال له: "وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ"، قال: قد كظمت، قال: "وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ" (ال عمران 134) قال: قد عفوت، قال: "وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (ال عمران 134) قال: أنت حرّ لوجه اللّه، و قد نحلتك ضيعتي الفلانية.

وفي باب علمه و فضائله عليه السلام يقول الشيخ عزيز الله العطاردي: قال عبد اللّه بن اسعد اليافعي في حوادث سنة ثلاث و ثمانين و مائة: و فيها توفي السيد ابو الحسن موسى الكاظم ولد جعفر الصادق كان صالحا عابدا جوادا حليما كبير القدر و هو احد الأئمة الاثنى عشر المعصومين في اعتقاد الامامية و كان يدعى بالعبد الصالح من عبادته و اجتهاده و كان سخيا كريما كان يبلغه عن الرجل انه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها الف دينار و كان يسكن المدينة فاقدمه المهدي بغداد فحبسه فرأى في النوم اعني المهدي علي بن ابي طالب رضي الله عنه و هو يقول يا محمد "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ" (محمد 22). قال الربيع و ارسل الي المهدي ليلا فراعني ذلك فجئته فاذا هو يقرأ هذه الآية و كان احسن الناس صوتا و قال عليّ بموسى بن جعفر فجئته به فعانقه و اجلسه الى جانبه و قال: يا ابا الحسن اني رأيت امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النوم يقرأ عليّ كذا فتؤمنني ان تخرج عليّ او على احد من اولادي. فقال: و اللّه لا فعلت ذلك و ما هو من شأني قال: صدقت اعطوه ثلاثة آلاف دينار و رده الى اهله الى المدينة قال الربيع: فاحكمت امره ليلا فما اصبح الا و هو في الطريق خوف العوائق ثم ان هارون الرشيد حبسه في خلافته الى ان توفي في حبسه.

وفي باب أولاد الامام جعفر الصادق عليه السلام يذكر الشيخ العطاردي في كتابه: قال الحافظ سليمان القندوزي الحنفي: ولده الذكور ستة و الاناث واحد منهم موسى الكاظم و هو وارثه علما و معرفة و كمالا و فضلا سمي الكاظم لكثرة تجاوزه و حلمه، و كان عند أهل العراق معروفا بباب قضاء الحوائج، و كان أعبد أهل زمانه و أعلمهم و أسخاهم. و سأله الرشيد كيف تقولون أنتم إنا ذرية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أنتم ذرية علي فتلا: "وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ" إلى ان قال: و عيسى و ليس له أب و تلا أيضا: "فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ" (ال عمران 61) و لم يدع صلّى اللّه عليه و آله و سلم عند مباهلة النصارى غير علي و فاطمة و الحسن و الحسين فكان الحسن و الحسين هما الابناء رضي الله عنهم، و من بديع كراماته ما حكاه ابن الجوزي و الرامهرمزي و غيرهما.

وفي باب ما جرى بينه عليه السلام و بين المهدي يقول الشيخ عزيز الله العطاردي: قال الكليني: عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابنا، و علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن علي بن يقطين قال: سأل المهدي أبا الحسن عليه السلام عن الخمر هل هي محرّمة في كتاب اللّه عز و جل فإن الناس إنما يعرفون النهي عنها و لا يعرفون التحريم لها فقال له أبو الحسن عليه السلام: بل هي محرّمة في كتاب اللّه عز و جل يا أمير المؤمنين، فقال له: في أي موضع هي محرّمة في كتاب اللّه‌ جلّ اسمه يا أبا الحسن. فقال: قول اللّه عز و جل: "قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ وَ الْإِثْمَ وَ الْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ" (الاعراف 33) فأما قوله: "ما ظَهَرَ مِنْها" يعني الزنا المعلن و نصب الرايات التي كانت ترفعها الفواجر للفواحش في الجاهلية و أما قوله عز و جل: "وَ ما بَطَنَ" (الاعراف 33) يعني ما نكح من الآباء لأن الناس كانوا قبل أن يبعث النبي صلّى اللّه عليه و آله إذا كان للرّجل زوجة و مات عنها تزوجها ابنه من بعده إذا لم تكن أمه فحرّم اللّه عز و جل ذلك. و أما الإثم فإنها الخمرة بعينها و قد قال اللّه عز و جل في موضع آخر: "يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَ الْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ" (البقرة 219) فأما الإثم في كتاب اللّه فهي الخمرة و الميسر و إثمهما أكبر كما قال اللّه تعالى، قال: فقال المهدي: يا علي بن يقطين هذه و اللّه فتوى هاشمية قال: قلت له: صدقت و اللّه يا أمير المؤمنين الحمد للّه الذي لم يخرج هذا العلم منكم أهل البيت قال: فو اللّه ما صبر المهدي أن قال لي: صدقت يا رافضي. عنه، عن علي بن يقطين قال: سأل المهدي أبا الحسن عليه السلام عن الخمر هل هي محرمة في كتاب اللّه فان الناس يعرفون النهي و لا يعرفون التحريم؟ فقال له أبو الحسن: بل هي محرمة، قال: في أي موضع هي محرمة بكتاب اللّه يا ابا الحسن؟ قال: قول اللّه تبارك و تعالى: "قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ وَ الْإِثْمَ وَ الْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ" (الاعراف 33). فأما قوله: "ما ظَهَرَ مِنْها" (الاعراف 33) فيعني الزنا المعلن، و نصب الرايات التي كانت‌ ترفعها الفواجر في الجاهلية، و اما قوله: "و ما بطن" ينعى ما نكح من الآباء فان الناس كانوا قبل أن يبعث النبي صلّى اللّه عليه و آله اذا كان للرجل زوجة و مات عنها تزوجها ابنه من بعده اذا لم يكن أمه، فحرم اللّه ذلك. و اما الاثم فانها الخمر بعينها و قد قال اللّه في موضع آخر: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَ الْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ" (البقرة 219)، فاما الاثم في كتاب اللّه فهي الخمر، و الميسر فهي النرد و الشطرنج‌ و اثمهما كبير كما قال اللّه، و أما قوله: "الْبَغْيَ" (الاعراف 33) فهو الزنا سرا قال: فقال المهدي: هذه و اللّه فتوى هاشمية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك